الخيال يأتيك بأسوأ السيناريوهات والعقل يأتيك بأفضل الحلول

مجرّد تخيّلات …إلى ان يأتي ما يخالف ذلك

" كبش فداء " تعبير شائع يعقب غالبا كل الهزائم والخيبات والأزمات.

خلال ما حدث ويحدث للسيدين نورالدين البحيري وفتحي البلدي من خطف وإخفاء قسري بدت العملية وكأنها غير مرتّبة ولا مقروءة العواقب، فما شهدته الساحة السياسية والحقوقية الوطنية والدولية من ردود أفعال أظهرت ان الانقلابيين على درجة كبيرة من الغباء وسوء التقدير وقِلّة التجربة وضعفا فادحا في الإيمان بالحرية والديمقراطية وإحترام القوانين.

وحتى ما عقب ذلك من محاولة للتدارك سواء في ندوة الوزير أو خطاب المنقلب من تبرير ودفاع إنما زاد طينهم بلّة.

فالوزير (المحامي) كما يقال في لغة المحاكم خرج من ندوته "لابسا للقضية" كاملة فقد حمّل نفسه وزر عملية الاختطاف والحجز وخرج منها المنقلب ومستشاريه ثم الجهات الأمنية بأخف الأضرار القانونية وإن لن يتطهّروا منها أخلاقيًا وسياسيا.

هل حصل ذلك بتخطيط وكيد من بعض تلكم المراكز المحيطة بالمنقلب أم لا ؟ الله أعلم فذلك ما ستثبته الأيام ( وإن كنت أرجح الأولى).

فللوزير من الخصوم في القصر وخارجه ما يكفيه بل ما يوصله إلى كوكب صاحبه. لكن المهم أن الوزير سيكون أول من سيدفع الثمن ( ليس قانونيا فقط فذلك حاصل لا محالة طال الزمن أو قصر) وإنما المهم أنه قد يدفعه قريبا وسيكون "كبش الفداء".

لا أحد ينكر أن محيط المنقلب يغصّ بالوطد (لينين، سنية ،ميّة ونادية نفسها من يسار التجمّع بل كلّ حزب الوطد أحد الحزبين الرئيسيين الداعمين للإنقلاب ( إضافة إلى ميليشيا من البشمركة النقابية و الاعلامية المنتشرة في النقابات و في أغلب وسائل الاعلام العام والخاص) وهم من أتوا بالوطدي أيضا كمال الفقي واليا على تونس.

يُرجّح، مع تصاعد المقاومة ضدّ المنقلب بسبب اخطاءه المتكرّرة وربما مع ما سيتّخذه من خطوات لا شعبية ولا قانونية ولأ ديموقراطية وما قد يصحبها من إستعمال للعنف ضد المواطنين فسيضطر ( أو سيمرّون ) أخيرا إلى إعفاء وزير الداخلية وسيكون البديل جاهزا: كمال الفقي.

(لطفي براهم سيناريو آخر. )

الأمر لن يقف هنا، عودوا قليلا إلى الوراء.

في 28 أفريل 1986 الرئيس الحبيب بورقيبة يعيّن زين العابدين بن علي (القادم من المجهول) وزيرا للداخلية.

7 نوفمبر 1987 زين العابدين وبشهادات طبية يحيل الرئيس بورقيبة إلى عاجز ويتولّى السلطة - رئيسا على تونس لمدّة 23 عاما بحفنة من المستشارين اليساريين المتطرّفين.

بعد ذلك عاد بورقيبة إلى المنستير أما سعيّد فهل يعود إلى المنيهلة أم منوية أم مرناڤ ؟.

إستعدّوا لحكم الوطد المتطرّف صنيعة البوليس، إستعدّوا لفوضويّة المنجي وشطحات سنية وضغائن وأحقاد ميّة وخبث نادية .

حركة الشعب لا في العير ولا في النفير، نترقب بيانهم الأول وننتظر نبوءة الكريشي في انتقالهم ( قريبا من المعارضة إلى الحكم) ولا ندري أداخل مزنجرة أم على ظهر دبابة ؟.

"كلنا قيس سعيّد" واصلوا التزمير.

النهضة والأحرار والشرفاء والمؤمنون بالعيش المشترك جسما واحدا، يدا واحدة للنضال معا لتخليص الدولة من السيناريوهات العبثية ومن اللاديمقراطيين و اللاوطنيين والشعبويين والمغامرين.

لا تنسوا انه مجرّد خيال.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات