الدجالون المشعوذون المهرّجون الذين عاثوا في الأرض فسادا.. أبناء النطيحة والعرجاء وما أكل السبع.. معاول الهدم والخراب وتصفية الحسابات البائسة.. أصحاب العقول الخاوية والنفوس الشرّيرة والقلوب الحاقدة .. شِلّة "بن عرفة" و"داكس" و"بلانكو" و"رياض الصيداوي" ومن لفّ لفّهم..
الزموا بيتوكم فليس على أمثالكم كُتِب الخروج والاحتجاج.. ومستقبل تونس لا يمكن أن يُبْنى بأياديكم المتسخة وقلوبكم العمياء وعقولكم الغبية، ولا بجعجعتكم المخاتلة ومفاهيمكم المضلّلة وسردياتكم المزورة..
أما أولائك الذين اغترفت أرواحهم من مناهل الأدب والشعر ومن فنون علم السياسة والفلسفة والقانون.. فظلوا يتعهّدون في أحلامهم أمانة الوطن حتى تبقى رايته خفّاقة عالية بين رايات الأمم.. ويرنون إلى مستقبل فيه يطيب العيش لأبنائهم وأحفادهم، وتشيع الحقوق والحريات، وتترسّخ قيم الديمقراطية والعيش المشترك والذوق السليم.. فطوبى لهم ولنا في موعد آخر لنا جميعا مع التاريخ يوم 14 جانفي ..
فلْنتركْ خلافاتنا جانبا، ولنُرْجئْ حساباتنا السياسية الضيقة إلى وقت لاحق، ولْنتعالَ على صغائر الأمور وسفاسفها، ولنكن صوتا واحدا في وجه الخطر الجاثم والداهم الذي يمثله قيس سعيد وجماعته في معركة الوطن والشرف والعقل، فلم يعد شيء يحول بيننا وبين الخروج إلى الشارع في هذا اليوم الأغرّ إلا خذلان الوطن وداعي الخيانة والغدر..
نعم، قد لا يكون 14 جانفي يوم الحسم، فالطريق طويلة لإنقاذ هذا الوطن من العبث والضياع، ولكنه لا شكّ سيكون يوما من أيام الثورة والتاريخ والحياة والشموخ والمجد الذي لا يفوت.
وعليه، فإني أتوجّه بالدّعوة إلى ما تبقّى من أحبّة وأصدقاء وزملاء.. وما تبقّى من شرفاء وعقلاء أعزّاء... وما تبقى من روح ثائرة.. تتّقد شهامة وبصيرةً ونظرا ورجولةً:
اتركوا مشاغلكم وهمومكم.. اتركوا تجارتكم وأعمالكم.. اتركوا دروسكم وامتحاناتكم.. اتركوا أمسياتكم المرحة وجلساتكم الدافئة في المقاهي والبيوت..
اتركوا كل شيء.. وهبّوا إلى نداء الوطن.. لتسجلوا أسماءكم بأحرف من ذهب في سجلّ الشرف.. فالأمر لم يعد يحتمل السكوت عن الهذيان الذي يرغمنا عليه رئيس سلطة الانقلاب.. وقد آن الأوان لنقول له بملء حناجرنا: لا وألف لا: لا لانقلابك القبيح على دستورنا.. لا لانقلابك الاستبدادي على مسارنا الديمقراطي.. لا لتخريفك الشعبويّ وغوغائك العابثة.. لا لتهريجك المجنون وضحكك على الذقون.. لا لنسف أسس دولتنا وثورتنا وجمهوريتنا وتبديد ميراث شهدائنا وأجدادنا.. لا لتحيّلك الخبيث على إرادتنا بـ"استشاراتك الإلكترونية" الحمقاء.. لا "لتأسيسك الجديد" ومشاريعك الفردية ولجانك الشعبية.. لا لتشويه صورة تونسنا الجميلة أمام العالم بقمعك وغدرك وخيانتك.. لا لتمزيق عقدنا الاجتماعي والسياسي بفوضى مفاهيمك القانونية والسياسية..
لا والف لا..
ثورة حتى النصر ..
الصمود الصمود.. حتى يسقط الانقلاب.