الكوفيد 19 فيروس من الكورونيات و هو شديد التحوّر و قد عرفنا منه نسخات متعدّدة آخرها الأوميكرون مرورا بالدلتا و البرازيلي و الجنوب افريقي و الهندي البريطاني ، كائن ميكروسكوبي شغل العالم و مازال يشغله و اجبره على الاستجابة لشروطه ،و قد تحدّث الجميع عن خصوصياته البيولوجية و لم يتعرّضوا لجانب مهمً وقع التغافل عنه ممّا أربك مجهودات التصدّي له و دحره نهائيا، إذ لم تتعرّض أيّة دراسة إلى الجانب النفسي و الاجتماعي لهذا الكائن فيبدو أنّه على عكس ما يعتقد العلماء بأنّه ڤيروس يحتاج لنواة الخلية التي يستوطنها ليتحيّل عليها و ينتج ما يحتاجه من حوامض امينية و انزيمات ليدمّرها فإنّه كائن اجتماعي و سياسي و مفكّر و يتفاعل تماما كما البشر، و ذاك ما اكتشف في النسخة التونسية منه.
نعم يحصل ذلك في تونس الّتي شهدت انتشارا لمتحوّر متطوّر يتفعال مع المعطيات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و هو متلوّن و يتكيّف و يستجيب لمختلف التعليمات.
الفيروس التونسي متقلّب المزاج غريب الأطوار و الطّباع فتارة يحكم و أخرى يعارض، و مرّة يكون ذئبا مفترسا متوحّشا ليتحوّل حينما يريد إلى أرنب لطيف أليف، و هو يستجيب ليكون حسبما يطلب منه.
فيروس كورونا التونسي كائن معرفي و اجتماعي و سياسي و له موقف و رأي ، صحيح أنّ رأيه يتغيّر كقدرته على التحوّر، من مساند إلى معارض في ممارسة لبراغماتية ميكيافيلية حسبما يتطلّبه الظرف لكنّه في المحصّلة رأي و وجهة نظر !
و هو في بعض الأحيان "مواطن "صالح طيّع و في أخرى متمرّد ثائر، يبدو كمصاب بالسكيزوفرينيا أو بثنائية القطب و مازلنا نستكشف فيه بعض العوارض لاضطرابات نفسية أخرى كالكلوسترا فوبيا و نفوره من مقاعد الدّراسة و خوفه المرضي من وسائل النقل المكتضّة و من الملاهي و قاعات الأفراح و الحانات و هو بالرغم من كلّ ما لوحظ عليه من تقلّبات يحافظ على صلواته المفروضة، بل و يقيم اللّيل .
و للّه في خلقه شؤون.