بالله عليكم...في إطار الحياد الصحفي.. والقيم المهنية.. والتقيد بالموضوعية.. والحرص على ألا أكون طرفا في معركة ضد استبداد شعبوي يلتهم الأخضر واليابس.. بماذا أصف هذا الجمهور؟ شرذمة؟ أقلية ضالّة.. !! إرهابيو تونس والجزء الظلامي من شعب الهريسة؟ زمرة مخمورين؟ أم كمشة دراويش لا يريدون استكمال طواف الوداع؟
أم هم القوم الذين لا يريدون جنة البناء القاعدي ويرفضون أن يقتادهم الرئيس سعيد مكبلين إلى جنّة "جماهيرية المنيهلة الشعبويّة العُرمى"...؟ وإذا استعصى الحلّ على ذهني البسيط المسكين.. كيف لي أن أصف العشرات.. المئات في أحسن الحالات.. الألف أو يزيد الذين يتجمعون بين حين وآخر لمعاضدة فلتة الدهر في مساره التاريخي المشهود.. كيف لي أن أصفهم؟
هل أستعين بفيلسوف الزمان .. كهفان الحكمة وشمس المعارف أخونا في المطرقة والمنجل.. العلامة المبجّل رضا لينين أرضى الله عنه نبيّ الماركسية كارل والتابعين له بإمعان إنجلز وتروتسكي وماو..(ترصّ غادي يا رفيق.. نعرف الفروق بينهم جيدا وماذا حدث في سقيفة بني ساعدة الشيوعية.. ترصّ أقعد غادي)..هل أستعين به في صحوه أم في وجده ففي الحالين تقلع اللغة بعيدا عن أي منطق لتصبح هرطقات يجلدنا بها نحن بروليتاريا الوعي البشري.. الذين يتيهون أكثر كلما نراه يتعالى حد التطاوس على معاشر الدهماء.. المحرومين من مقدار إغراقه في الغرور الأيديولوجي..
أم أسأل برعم التنسيقيات ومرسول كورية الملامح (الشمالية) زليخة التي غادرت القصر والقيصر قبل أن يحصحص الحق ويتبين هل "قدّت قميصه من قبل أم من دبر"...؟ هل أسأل جراد عن تلك الأعداد التي لا يكف عن وصفها بكونها -تلك المجموعات- هي وليس غيرها "الشعب التونسي الذي قال كلمته" و"طاح الكفّ على ظلّه"..يهمس البعض في أذني.. دعه فإنه مأمور..
أيها الملأ أفتوني في الإخشيدي و"فيراجه"..في القوى الصلبة والأخرى الناعمة؟ في بلد صادرته المراسيم..في ثورة غدر بها بيادق المقيم..
بماذا أصف هذا الجمهور الذي يقول إني أنا من أوصل سعيد للرئاسة.. ليحفظ البلاد وثورتها.. لا ليسلمها لفرعون مصر ومسيلمة الخليج.. وللرؤية المنشارية لمستقبل المنطقة؟ بماذا أصف هؤلاء وهؤلاء؟ هل يخون المرء نفسه عندما يقول الحقيقة ويشهد بها؟
هل يكف المرء عن أن يكون صحفيا عندما يكون إنسانا...؟ أم هل يكف عن أن يكون إنسانا.. عندما يكون صحفيا...؟
الثورة حقّ.. وتونس ترجع..