تابعت كلمة السيد عثمان الجراندي من قصر قرطاج و أرى أنه ان كان ما أعلن عليه السيد الوزير هي الاجراءات الرسمية فعلى التونسيين العالقين في أوكرانيا و عائلاتهم عدم التعويل على الدولة حاليا لان هذا الخطاب بعيد جدا عن الواقع .
وبعيدا عن منطق التوصيفات النوفمبرية من نوع "تلقيت التعليمات وازداء ورعاية واحاطة ....من الرئيس ... وجاهزين على مدار الساعة ومتحكمين في الوضع " من التوصيفات المقززة في الوضع الحالي فان جميع الوقائع على الارض تؤكد بأن كلام السيد الوزير غير مسؤول ولا يليق خاصة في الظروف الحالية التي تنتظر فيها العائلات تطمينات حقيقية وليس شعارات تكذبها الوقائع اليومية.
عمليا لا أدري كيف ستشارك روسيا وهي التي ارسلت جيشها للحرب في عملية اجلاء التونسيين من أوكرانيا ولا ايضا كيف ستساهم سلطات بولونيا ورومانيا في "تجهيز عملية الاجلاء" كما سماها السيد الجراندي.
ثم كيف ستتم عملية "اجلاء منظمة ومحكمة" حسب توصيفات الوزير ونحن ليس لدينا جهة رسمية داخل أراضي أوكرانيا ؟
الامر الاخر من المعيب ومن غير الاخلاقي مغالطة الناس بالتركيز على دور المنظمات الانسانية الدولية في هذا السياق تحديدا فهذه المؤسسات يمكن لأي متابع الدخول على مواقعها للتأكد من طبيعة الخدمات التي تقدمها في الصراع الحالي واولوياتها التركيز على تقديم المساعدات العاجلة للناس وليس اخراج التونسيين من البلاد لان السيد الجراندي ربما يكون قد طالب بذلك – لا يليق بوزير وبمسؤول في الدولة مثل هذا الكلام.
نحن تصلنا يوميا تشكيات من مواطنين تونسيين في اوكرانيا يطلبون تدخل الصليب الاحمر والامم المتحدة لفائدتهم بناء على بيان الخارجية منذ يومان، ولكن عمليا لا يمكن تخصيص المساعدة للتونسيين من دون بقية السكان المتضررين من الاوضاع.
العديد يشتكون من ظروف قاسية جدا وكلام الوزير ربما يريح السيد قيس سعيد، ولكنه لا يوفر عمليا الحلول للناس الذين يعانون من صعوبات كثيرة ليس أقلها استهدافهم من اليمين المتطرف في عدة بلدان من أوروبا الشرقية فأوكرانيا تعتبر واحة للتعايش والقبول بالآخر مقارنة ببقية البلدان المجاورة مثل بولونيا ورومانيا.
نصيحتي للسلطات القائمة تبين الان بأن قراءتكم للأحداث كانت خاطئة، بل وغير موجودة أصلا واليوم نرى عجزا كبيرا في التعاطي مع التطورات فعلى الاقل كونوا صادقين مع الناس .