من حيث تقدير الموقف بات واضحا ان 25 جويلية اصبح معزولا في الوسط السياسي وعاريا من الاسناد الشعبي الذي تم الايهام به في أيام الانقلاب الاولى .
سياسيا واعلاميا انفض عنه اغلب من روجوا له ولم يبق الا عدد قليل لا يعتد به في موازين القوة بين خجول أو متورط او مستفيد لا يعرفون كيف يتحركون نحو الخطوة الى الوراء . اما شعبيا فقد بدأ قلق الناس لا يخفى على من له بصيرة .
القوة الصلبة للدولة و مربعات النفوذ المتربصة والقوى الدولية المتتفذة في البلاد و المحكومة دائما بمصالحها ..هذه فقط هي خلطة " المحافظة المؤقتة " على هذا الستاتيكو الانقلابي الذي يراوح في مأزق ينذر بانهيار البلاد .
الطبقة السياسية المعارضة للانقلاب رغم ما راكمته من اسبقية اخلاقية في مقابل الوهن المطرد للانقلاب التائه مازالت تعاني من انقسامها و تداخل حساباتها الضيقة عاجزة عن ابداع التسوية و التنازلات التاريخية المتبادلة و اللازمة لبلورة خارطتها الضرورية للاتفاق على عناوين المرحلة الانتقالية التي تغلق قوس الانقلاب وتعيد البلاد الى مسارها الديمقراطي ببدائل وطنية اقتصادية و اجتماعية واضحة هذه المرة يلتقي فيها كل الطيف الوطني على مشروع وطني جامع و ادماجي يستجيب لانتظارات الناس .
لا شك ايضا ان الاوضاع الاقليمية والتحولات الجيواستراتيجية في المنطقة والعالم تصغط بتعقيداتها و غموضها لتعسر صياغة الحل الوطني المشترك لإنهاء التيه الذي تردت فيه البلاد تحت حكم الاستثناء الاعتباطي .
واهم من مازال يتصور ان للبلاد افقا تحت حكم الانقلاب و عنيد مكابر من يصر على ان الحل سيكون من صنع طرف دون اخر من مناهضي الانقلاب وكسول متحامق من يفضل استمرار الانقلاب لأنه يعتبر ان سقوطه سيكون فقط لصالح خصمه السياسي …انقاذ البلاد واستقلال قراره الوطني وحماية وحدة الدولة والمجتمع …تلك هي مهام المرحلة و من اجل هذه المهام لا مكان لأي حسابات اخرى .