معضلة تونس، ان نخبها الحاكمة لم تجد صيغة لقبول الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة لا يكون فيها الاسلاميون وفشلت فشلا ذريعا في التفوق عليهم في الانتخابات، وهي ترى ان الوضع الطبيعي هو ان يكونوا في السجن المؤبد وان تطوف امهاتهم السجون من برج الرومي الى حربوب،
وثمة زعيم نقابي يعتبرهم غزاة عليهم ان يرحلوا عن وطنه الشخصي ليموتوا في مكان اخر، دون ان يعطينا حلا لأبنائهم وامهاتهم، الا إذا كان ينوي جمعهم على طريقة مسلمي الايغور في مخيمات خصي وعقاب جماعي او يرحلهم بدورهم من باب الحل النهائي بناء على الشبهة والقوادة الشفوية في الاحياء الى سيبيريا يتم اختراعها،
لكي يسعد هو بالديموقراطية، وعندي زميل هو ايضا محلل سياسي لا يشق له غبار رغم انه لا يفرق بين الخبر والتعليق يبدأ وينهي اي نقاش حول ديموقراطية يفوز فيها الاسلاميون بعبارة المحق على طريقة مدينة حماه السورية،
وثمة تجربة جديرة بالانتباه في مصر: وضعوا الجماعة كلهم في السجون فدخل اغلبهم في السرية تحت الارض وانشق اخرون فكان منهم من اغتال السادات ومنهم من اسس القاعدة، ورغم ذلك، احتاج لهم حسني مبارك لاضفاء الشرعية على انتخاباته المزيفة، فسمح لهم بانتخاب ممثلي حزب الشعب ليدخلوا البرلمان باسمه، لقد تفوقوا في اول انتخابات حرة في مصر، ليس لانهم الافضل، بل لأنك لم تكن تملك اي مشروع،
سوف عمي الراجل متاع المحق والسجون، اذا حدثت اية انتخابات حرة ونزيهة، فسوف يكون الاسلاميون اكثر تمثيلا منك مرارا، لأنك تعتقد انه على الشعب التونسي ان ينتخبك دون برنامج ودون ان يرى فوقيرتك فقط لأنك تعتقد انك الافضل لحكمهم، فقط بناء على خلقتك في برامج تلفاز الزبالة وانت تسخر من سكان الجهات ومن تقاليد الناس ومعتقداتهم، وعليه، اتوقع لك ان تنهزم في اية انتخابات حقيقية،