البهلوانيات السياسية؟

من الظواهر الجديرة بالتحليل، والتي صاحبت وصول الأخ القائد المفدّى قيس سعيّد إلى سدة الرئاسة، يمكن ان نسميها ب"البهلوانية السياسية"، والتي يمكن رصد بعض معالمها كما يلي:

* بروز أشخاص بلا ماضٍ أو سيرة معلومة، سيرة من أي نوع يمكن التثبّت منها، سياسية أو مدنية أو علمية، ما يجمعهم هو "صحة الرقعة"، والاستعداد لتقديم أنفسهم - زيفا في الغالب- في وسائل الاعلام - التي تبحث عنهم بطبعها- ك"أعضاء في الحملة التفسيرية"، أو قيادات في "تنسيقيات" تدعم الرئيس، أو حتى مفكّرين ومنظرين للفكر القاعدي او الجماهيري لم يكتبوا مقالا واحداً في الموضوع، أو صدرت لهم دراسة أو بحث، ناهيك عن إصدارهم كتاباً أو رواية .. وفي ظل الفوضى الإعلامية والأخلاقية نجد أنفسنا امام ظواهر كاريكاتورية وسوريالية تفوق قدرة أي عقل على التخيّل والتحيّل..

*ظهور فئة من "المتحيّلين السياسيين" بامتياز، أشخاص عرفوا بانتماءات سياسية وميول انتخابية بعيدة عن قيس سعيّد خلال انتخابات 2019، ترشح غالبيتهم طيلة سنوات الانتقال الديمقراطي في مختلف المناسبات الانتخابية البلدية والتشريعية وحتى الرئاسية، على قائمات سياسية ومستقلة، وفشلوا فشلا ذريعا، ليقفزوا اليوم الى معسكر الرئيس دون ان يدعوهم احدهم، ويفرضون أنفسهم على الرأي العام كأصوات رئاسية سواء ككرونيكورات أو كمعلقين إعلاميين أو حتى كناطقين غير رسميين، بل من بين هؤلاء من تلاحقهم تهم تحيّل وانتحال صفات ولهم متابعات قضائية..

*نشوء مشاريع سياسية وأحزاب جديدة وجماعات ايديولوجية تحمل أسماء مثيرة ومريبة في علاقة بالشعارات التي ارتبطت بالأخ القائد من قبيل: الحراك والحشد والشعب يريد والارادة الشعبية والجمهورية الثالثة والجمهورية الجديدة وهكذا..وهي اسماء بين معتمد ومعتضد كالهر يحكي انتفاخا صولة الاسد، ومحاولات حزبية لا تريد المرور بسياق طبيعي للنشوء والارتقاء وتفضل سبيل المواربة والبهلوانيات سبيلا للعب دور سياسي مشبوه …

هذه المظاهر تجد في هذا المناخ المستنقعي بيئة لتحقيق منافع على حساب القيم الديمقراطية ومبادئ النزاهة والشفافية التي تقتضيها كما هو مفترض أي عملية اعادة بناء للمنظومة الحزبية كما هو مرجو ومنشود..

نحن لسنا في زمن التفاهة فحسب، بل في زمن التحيّل كذلك..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات