السيدة رشيدة النيفر، زميلة صحافة قديمة وعريقة مارست الصحافة في سنوات الجمر، لذلك يجب أخذ كلامها مأخذ الجد والدقة الصحفية وهي تكشف أن السيد الرئيس يشتغل 20 ساعة يوميا، وهذا ليس مستغربا في هذا البلد الكئيب الذي يشتغل فيه "حمادي ما يرقدش" في كوبانية النقل 19 ساعة عمل إضافية إلى 6 ساعات و40 دقيقة القانونية يوميا (25 ساعة و40 د يوميا بتوقيت كوكب زحل)، حسب تقارير كل من مرصد رقابة ومنظمة أنا يقظ،
"وأنا ماني ما نهنيش على روحي، نور الدين يا صاحبي"، فقد سألت، من باب الاحتياط لا غير، طبيبا نفسيا تجمعني به صداقة منذ أكثر من ثلاثين عاما حول الاشتغال لعشرين ساعة يوميا، قال لي: "تذكر أن أشنع أنواع التعذيب التي تمارسها الأجهزة السرية هي الحرمان من النوم، عادة يؤدي إلى فقدان السيطرة على العقل ثم الجنون بعد أقل من أربعة أيام"، باهي؟ والعمل لعشرين ساعة يوميا؟ "غير واقعي طبعا إلا إذا كان يشتغل وهو تحت تأثير مورفيوس إلاه النوم، يحتاج الإنسان نصف ساعة للتحول من اليقظة إلى النوم ومثلها لإيقاظ أجهزته الذهنية والحسية، بقيت ثلاث ساعات؟ لا تكفي لتحقيق الإشباع بالنوم العميق sommeil paradoxal الضروري لتجديد خلايا الدماغ، إيقاظ شخص اشتغل 20 ساعة بعد ثلاث ساعات فقط من النوم هو دفعه إلى الجنون" وعندما علم صديقي أن الأمر يتعلق بالسيد الرئيس، قال: أيا كان عدد الساعات التي ينامها أو التي يستيقظها، فهو بحاجة إلى الراحة، أخطاني عاد"،
لا تلمني، نور الدين يا صاحبي، فنحن الصحفيون لا نكذّب بعضنا حتى إن كان الزعم بأن السيد الرئيس يشتغل 20 ساعة يوميا وفق سرديات القصص التقليدية لكبار المحررين الذين كان في مقدورهم التواجد في عدة أماكن في وقت واحد ، لكن من واجب رئاسة الجمهورية أن تصدر بيانا في العدد الضروري لساعات نوم سيدي الرئيس يوميا لتجديد خلايا دماغه الرئاسية،
أما إذا تعذر، فأنا أتوسل إلى السيدة الزميلة رشيدة النيفر بمناسبة عودتها إليه: دعوا هذا الرجل ينام أكثر من ثلاث ساعات، أعطوه ساعتين يوميا لرؤية أبنائه ومثلها للحياة الزوجية، وساعة لقضاء الأشياء البشرية الضرورية، ساعة للعشاء ومثلها للإفطار وتغيير أخلاقه الصباحية، نصف ساعة للغداء، هذه سبع ساعات ونصف من حق السيد الرئيس، عله يصبح أكثر ودّا، أم هي ليست مسألة نوم؟ الله أعلم، إنما يجب أن أتعلم كيفاش نهني على روحي. والله،