لا نستغرب من بعض شبه التدوينات المتطاولة على شهيدة الوطن شيرين أبو عاقلة، والتي نزعت منها صفة "شهيدةً"، او تلك التي اعتبرتها نكايةً في قناة الجزيرة "الاخوانية".
لا نستغرب ذلك في واقعِ،
- رداءة مُخرجات التعليم وفق المقاييس العالمية، وهو المعيار الأهم لمعرفة مستقبل البلاد فضلا عن حاضره.
- خبراءِ الصدفة المروّجين للسطحيات والاخطاء العلمية والمنهجية التي لا تُحصى ولا تُعدّ، المتحدّثين في المديونية بدون الاتيان بحلول علمية، وفي التضخّم بدون الالمام بأبعاده -كم هي عديدة ومتشابكة-، وفي القانون بمعزل عن نظرية الدولة وعلم الاجتماع السياسي، وفي محاربة الفساد وكأنّه خصومة في حيّ من الاحياء، وعن الرّيع وكأنّه مُصطلح مُكتشفٌ حديثًا وجب ذكرُه…
- إعلامٍ تمرّس جزْءٌ منه سنواتٍ خلت، في ترذيل القيم والنّيْل من الذوات ومن تاريخ البلد، وفي الترويج لبعض المتحدّثين المُفلسين فكرّيّا وعمليّا في شتى الميادين، قد أتى أُكلَه في تسطيح الوعي الى ان أصبح "عرّافٌ" متحيّلٌ في تسليع الشرف والكرامة وفي اغتصاب ما انتجه المجتمع من ذكاءٍ ولكن كذلك من غباء وسذاجة وجهل، الحدثَ الطاغيَ لدى البعض والحالُ أنّ كلّ التونسيين اغتُصبت أحلامُهم من موَاقع شتّى وهم ينظرون للمستقبل تارةً بتفاؤلٍ غير مبرّر وطورًا بالتسليم لِقدَرٍ لم يُصارعوه بعد،
- لا نستغرب من هذه المواقف الفجّة التي يضيق منها الصدر وتكاد العين أن تنزف دما لقراءتها،
- لا نستغرب عندما يجد المتحيّلُ والسفسطائيّ والمنتحل اتباعًا ومساندين.
- لا نستغرب عندما تستقيل بعضُ النخب المثقفة خشية التنكيل بها، تاركةً الأبواب مفتوحةً على مصراعيها للمتحيّلين، في حين انّها مُطالبة بخلع رداء الوهن والانخراط في القضايا الوطنية العادلة لانّ الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الارض.