استقبل قيس احتكار سعيّد مساء اليوم وزير الخارجية، كانت فرصة ليدين اغتيال شيرين أبو عاقلة، لكنه لم يفعل ذلك، مفضلا مثلا عرض صورة فوتوغرافية على وزيره من مؤتمر باندونغ عام 1955.. وربما فضل عدم إدانته المباشرة للاغتيال، كي لا يحرج نفسه، وهو قد أغلق مكتب قناة الجزيرة منذ 25 جويلية دون أي أساس قانوني، وجعل زملاء الشهيدة يمارسون عملهم من حديقة مقر النقابة.
في الأثناء.. قيس المزايد على الجميع في السيادة والنزاهة والأخلاق، هل يحق لنا أن نزايد عليه بالسؤال: أين تشريع تجريم التطبيع وأنت الحاكم بأمر الله بموجب مراسيم؟ وهل هذه تعدّ مزايدة أصلا وذلك ممن كان يدغدغ مشاعرنا بالحق الفلسطيني وبأنه يكره أصلا لفظ التطبيع؟
حينما نقول الجزيرة في فلسطين، نقول صورة وصوت شيرين.. شيرين ذاكرة جيل وجزء ثابت من مشهد تمثلنا لفلسطين منذ الانتفاضة على الأقل بالنسبة لجيلي.. مراسلة الطاقم في الضفة والقدس، وفي حروب غزة تدخل للخط الأخضر بالخصوص لتغطية مدن الشمال مع إلياس كرام الذي ينزل للتغطية في مدن الغلاف.. كنا نتابعها إلى درجة نعرف أوقات دوامها.. مدينون لها أنها كانت عيننا على أرضنا المحتلة .
قاومت شيرين طيلة سنوات من أجل قضيتها وقضيتنا ببطولة ومهنية.. اغتالها الاحتلال الغاصب متعمدا، وأذكر جيدا تغطيتها لأحداث حي الشيخ الجراح وما كانت تواجهه من جنود الاحتلال من مضايقات وانتهاكات مع جيفارا البديري وقد كانا بفضحان للعالم معنى أن يكون الاحتلال غاصبا للأرض.
سنفتقد طلة شيرين على الشاشة، فقدانها موجع جدا، وأبكانا! ولا مفر من أن يدفع الكيان ثمن اغتيالها ولن يوفي أي ثأر قيمة ما خسرناه.. رحم الله شيرين وخالص العزاء لكل من دخلت شيرين بيته عبر الشاشة وكانت هي عينه في فلسطين.
على فكرة، اغتيال شيرين يستحق بيان إدانة من رئاسة الجمهورية التونسية أو من وزارة الخارجية على الأقل، كما تداعت الجهات الرسمية العليا في الوطن العربي (الرئاسة الجزائرية مثلا) أو العالم لإدانة هذه الجريمة.. لأن شيرين أكثر من مجرد مراسلة.