في انتخابات عام 1994 التي أُعلن فيها عن انتصار بن علي بنسبة 99.91%، اتذكّر انّه كان حوارٌ بين الموالين والمعارضين (ضمن بعض الجامعيين) حول ضرورة اشراك هيئات دولية في المراقبة والمتابعة لسير الانتخابات، وكان ردُّ الموالين -حيث مازال بعضهم على موقفهم الى حدّ الان- بانّ تونس "ليست تحت نظام الأبارتايد العنصري في جنوب افريقيا" آنذاك حتى نلتجئ الى مراقبين أجانب. واثر الاعلان عن نتائج الانتخابات اصبح الحُكمُ مسخرةً لدى أهم وسائل الاعلام في الخارج ومحلَّ تندّر…
وفي نفس السياق، يبدو انّ الازمات السياسية التي تهدّد بقاء الانظمة في الحُكم او في صدقيتها تدفعها الى الانخراط في اتصالات ترويجية توظّف ما لديها من فرص لإقناع العامّة بشرعيّتها.
فكانت الانتخابات الثانية التي قام بها صدّام حسين-منذ صعوده الى سدّة الحكم عام 1979، ليلة سقوط نظامه والتي اسفرت على انتصاره بنسبة 100٪ عام 2002، اي نعم 100٪، مثل العديد من الامثلة الاخرى في سوريا عندما تمّ تغيير فصول الدستور في اليوم الموالي لوفاة حافظ الاسد لتمكين ابنه بشّار من الرئاسة او في بلاروسيا حيث تم الاعلان عن "انتصار" لوكاشينكو للمرة الخامسة على التوالي بالأغلبية الساحقة، وكذلك في افريقيا وامريكا الجنوبية…
وباختزال شديد، يبدو انّ الخطوط المشتركة بين تجارب هذه الانظمة ذات الشرعية الهشة انّ استمرارها في الحكم رهين ثلاثة عوامل، اذا انعدم احدُها سقط النظام وهي:
• الدعم الخارجي،
• تحسين ظروف العيش للناس ولو نسبيا، و
• القدرة على المناورة والتدجين.