بقطع النظر عن مدى قدرة النظام الحاكم على اضفاء صبغة قانونية على الانقلاب فسوف يتم ازاحة عبد المجيد الزار من على راس اتحاد الفلاحين كما طلب ذلك رئيس سلطة 25 جويلية .
المنظمات الاربعة ( العمالية ..الاعراف ..الفلاحين. ..المرأة ) هي تاريخيا منظمات الدولة / النظام تحكم معه و يحكم بها ووجودها و استمرار "الاعتراف بشرعية هياكلها " مرتبط تاريخيا بالنظام ولا قيمة عملية للشرعية الحقيقية التي تتحول في كل صراع لها مع النظام الى مجرد شرعية "نضالية" موازية تسجل للتاريخ، ولكنها لا يكون لها فعل في الواقع الا اذا تم الاتجاه الى التسوية من جديد واعترف بها النظام .( معركة 78 ثم 85 ثم 89 ثم 2000كانت تنتهي دوما بما يريده النظام من تسوية بسقوفه هو) .
النظام كلما خرجت عنه احدى منظماته الاربعة استولى على المقر والوثائق والطابع بالقوة الصلبة بعد ان يحدث شرخا داخليا حتى بعدد قليل من المسؤولين في الهياكل المركزية .
هامش الاطمئنان الاستقلالي الوحيد الذي عاشته هذه المنظمات كان في هذه العشرية الديمقراطية التي ضعف فيها النظام بوجود شركاء له في الحكم من منظومة 2011 ( رغم ان اتحاد الشغل والاوتيكا يسمونها عشرية سوداء لكنها كانت فعلا عشرية استقلاليتهما الحقيقية ) و بمجرد استعادة النظام القديم لسلطته كاملة يوم 25 جويلية اصبحت المنظمات الاربعة تحاذر في ادائها معه لأنها تعرف تماما انها لا تربح معه معركة الشرعية مادامت القوة الصلبة هي التي تقرر مصير الهياكل تاريخيا ( كثير من مواقف اتحاد الشغل المهادنة سياسيا لانقلاب النظام القديم يوم 25 جويلية سببه ان المنظمة تعرف تاريخيا ان هذا النظام اذا اراد ان يفتكها ويزيح القيادة وينصب اخرى سيفعلها بسهولة بعد ان تم اجهاض المسار الديمقراطي) .
من المؤكد ان عبد المجيد الزار ومجموعته سيضعون هذا المعطى في عين الاعتبار وسيبحثون عن تسوية مع النظام يحافظون بها على وحدة المنظمة وانقاذ الشقف ...من المتوقع ان يغادر عبد المجيد الزار قريبا والا فان مصيره سيكون مثل مصير بافون في هيئة الانتخابات او بوزاخر في المجلس الاعلى للقضاء خصوصا و انه لم يعد بإمكانه ان يتصرف مثل الطبوبي في اتحاد الشغل او ماجول في الاوتيكا او اللجمي في الهايكا فلن يصدق قيس سعيد ان الزار ضد النهضة و انه مع 25 جويلية ..ننتظر و نرى ..