تلا صدور بيان الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل، جدل ذهب كل مذهب. وهناك من عبر عن خيبته منه، سواء من هم ضد الانقلاب أو مع 25. سواء داخل الاتحاد أو خارجه، وكأنهم ينسون جميعا أن الاتحاد ليس حزبا سياسيا، ومن أراد أن يجد الموقف المناسب له فهناك أحزاب سياسية، بقياداتها وهياكلها.
وليس من المنتظر من اتحاد الشغل أن يعبر عن مواقفنا سواء كنا داخله أو خارجه. فيه جميع الاتجاهات السياسية، وهو أكبر ممثل للطبقة الوسطى في البلاد، فلا يمكن أن يتصرف كحزب سياسي، ولا يمكن منعه في نفس الوقت من التعبير عن الموقف السياسي، إذ من الطبيعي في ظل الحرية أن يكون للموظفين مواقفهم مما يجري في البلاد.
ولما فيه من تنوع فمواقف الاتحاد لا تصدر عن إيديولوجيا أو مبادئ ثابتة أو هي مواقف ثابتة وإنما هي انعكاس لتوازنات داخلية معقدة ودقيقة ومتحولة.
لا أحد بإمكانه أن يحدد أو يضمن أو يتصرف في موقف الاتحاد على هواه. ومن سيطر في فترة لا يمكنه أن يضمن سيطرته حتى وإن تأخر انزياحه بعض الوقت. فلا نحاسب الاتحاد على مواقف سابقة اتخذها في العقود أو حتى في العقد الأخير، الاتحاد ابن يومه. وقد شهد خلال السنوات التي تلت الثورة تحولات عميقة، مازالت وستبقى تعتمل ولن تتوقف مثلما كانت دائما. وفي هذا الإطار فإن بيان الهيئة الإدارية يعتبر أيضا ابن اللحظة، والأكيد هو يختلف عما سبق من مواقف.
الجهة الأكثر تضررا، بل المتضرر الذي يكاد يكون وحيدا من بيان اتحاد الشغل هو قيس سعيد، بخريطته وما فيها من حوار، وهيئة استشارية ،ودستور جديد ،واستفتاء. ومن المنطقي أن يتعرض الاتحاد إلى هجوم كاسح من المفسرين والتنسيقيين والحشديين وكل من يحاولون التقرب منه طمعًا وسفهًا، ومن الأغبياء أيضا.
بدأت الحملة..
يبدو أن الغرف المظلمة للانقلاب قد آذنت بأن تبدأ الحملة على الاتحاد بالبذاءة والرداءة والقذارة مثل التي ظهر بها المسمي نفسه بالداكس في هجومه على "اتحاد الخراب" ردا على بيان الهيئة الإدارية، بالتجرؤ على الطبوبي الذي نعته بـ"الجزار"، في اعتداء على آلاف الشرفاء من العمال، فهل هناك خراب يصدر عن غير الشعبويين والتفسيريين والحشديين.
هل يمكن للمرء أن يقف مع هذه الأشكال التي أرادت -للتذكير- أن تضغط على الطبوبي فيما يتعلق بما قالت إنه تسلم شيكا إماراتيا. وردد أكاذيبهم أغبياء، يكذبون مثلما يتنفسون. شعارهم الكذب من أعلاهم إلى أدناهم.