أصعب فترات النضال هي الربع ساعة الأخير والذي من المحتمل أن يطول لذلك على المناضلين الذين قالوا:"لا"من اللحظات الأولى للانقلاب الرث الصبر والمثابرة وعدم التسرّع بإعلان الانتصار قبل الأوان،
فالخصم لا زال متحصّنا بالقوة الصلبة ومتشبّثا بالكرسي أكثر من أيّ وقت مضى رغم أنّه بدأ يشعر بالارتجاج وببوادر الهزيمة وبدأ يتحسس بالفراغ من حوله نتيجة مقاومة الوطنيين الأحرار العنيدة الباسلة على امتداد الأشهر العشرة الماضية متصدية لأخطر مخطط تتعرّض له البلاد والتي ضاعفت من ضعفه وأربكت مسيرته الهدّامة.
لذلك حان وقت رصّ صفوف كل القوى الديمقراطية المعادية والمتصدية للإنقلاب وللحكم الفردي وتقديم الأهم على المهم..وتجاوز الخلافات الثانوية والصراع الأيديولوجي العقيم إلى حين ودفن العقد والأحقاد القروسطية البالية والمقزّزة.
كما وجب التركيز بصفة أدق على مشاغل وحاجيات المجتمع بكل فئاته والانتصار لمطالبه وحاجياته وطموحاته إذ يبقى هو المحدد وهو المحرّك الأساسي لكل تغيير وفي غياب انخراطه الفعلي من الهلاميات الشعور بالنصر على الانقلابيين وعلى دعاة الإستبداد …
-"من السلوك والأمراض الطفولية( infantilisme )، القفز على المراحل"-