دعونا الان ندقق بعض الملاحظات ونحن نعيش اهم لحظات عراء انقلاب 25 جويلية من كل شرعية او مشروعية مهما كان مصيره سقوطا او استمرارا بالقوة القاهرة والعارية نظاما تسلطيا يؤبد ازمة البلاد ويمنع الاستقرار في الديمقراطية الضامن للتنمية و استقلال القرار الوطني :
أولا: لقد كان تألق الشارع الديمقراطي على امتداد 10 اشهر بوقفاته 15 و اجتماعاته الجهوية في مقارعة كفاحية شجاعة مع الانقلاب عبر المبادرة الديمقراطية / مواطنون ضد الانقلاب وجماهيرها المتحزبة والمستقلة خطوة متقدمة لمركزة الصراع على قاعدة انقلاب / ديمقراطية وفضح كل المزاعم الشعبوية للمنقلب التي اراد الوظيفيون اضفاءها على اغتصاب السلطة عبر ما سمي بمشروع 25 جويلية واكاذيب تصحيح المسار بترذيل عشرية الانتقال الديمقراطي و ثورة 14/ 17 .
لقد كان شارعنا منذ وقفته الاولى حاسما في مواجهة مزاعم الثلاثي شعبوية / وظيفية / فاشية و قدم منذ نوفمبر اي بعد الانقلاب باقل من اربعة اشهر مبادرة اعلنت بوضوح الانحياز للمؤسسات الشرعية طريقا وحيدا لمواجهة هذا الاغتصاب العنيف للسلطة بعيدا عن ثرثرات شعار عدم العودة الى 24 التي تغنى بها حتى من نظر للانقلاب ورذل الديمقراطية وهو اكبر المستفيدين منها في العشرية المسماة سوداء .
ان بعض من استنقص (حتى من بعض انصار شارعنا) قيمة الوقفات السلمية و دور الخطاب السياسي الذي رسم الحدود ومحاور الصراع يجب ان يعترف اليوم ان الشارع الديمقراطي الذي دفع ضرائب دم شهداء و عذابات موقوفين ومختطفين قسريا و اضراب جوع نضالي للمطالبة بالتجبيه السياسي هو الشارع الذي كسر بنضالاته حاجز الخوف ودفع النخبة السياسية المترددة بمن فيها الوظيفيين الخجولين الى الانزياح بعيدا عن عار الانقلاب قبل ان يلتحقوا بدورهم في مهمة النضال ضده.
ثانيا : لقد اصبح الان واضحا لكثير من الادعياء الذين يصرون على خرافة الخيار الثالث بين الانقلاب وشارعنا الديمقراطي في المبادرة الديمقراطية / مواطنون ضد الانقلاب ان رؤيتنا في الدفاع عن الانتقال الديمقراطي( على علاته اثناء عشرية المؤامرة عليه من الوظيفيين وفلول المضادة بدعوى الاستقطاب مع النهضة( هي الرؤية الاسلم اذ لم يكن هناك بديل عن الانتقال الا الانقلاب اي الاستبداد ولسنا مجبرين على تذكير هؤلاء الذين لا يكفون عن تذكيرنا بانهم ضد انقلاب سعيد ولكنهم ضد 24 انهم بالأساس اكثر المستفيدين منها عبر المشاركة في الحكم من داخله او عبر السلطة السائلة بين احزاب المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني وان النهضة المفترى عليها لم تكن اكثر من جسم محاصر قابل للابتزاز باستمرار من هذه القوى التي لم تشهد استقلالية وقدرة على الفعل والحكم بأحكامها في وقت الاستبداد وعلى راسها الاتحاد وباقي المنظمات والجمعيات المدنية بل ان الفاشية نفسها التي كانت مجرد زغراطة في الصفوف الخلفية للحكم اصبحت وبفضل الديمقراطية محددا رئيسيا في مصير ومسار البلاد .
ثالثا : سيكون من العار بعد انكشاف القوى الحقيقية والخيارات الفعلية لانقلاب 25 ان يواصل بعض الشعبويين والوظيفيين خصوصا من ادعياء المشاريع القومية والسيادية تصديع رؤوسنا وايهامنا بأنهم يساندون انقلابا مشروعه السيادة الوطنية والانحياز للشعب اذ يتبين الان للجميع ما تبين لنا بوضوح استراتيجي منذ اللحظة الاولى انه انقلاب مضاددة الثورات ومعاداة الحرية و معاداة انعتاق الشعوب والارتهان لنظم التطبيع .
مما تقدم لا مناص الان من مواصلة شارعنا الديمقراطي بسقوفه وبوصلته فرض مسار الحل الوحيد الذي يتجاوز ويتصدى لكل اشكال التحريف الوهمي لاي تسوية حقيقية على قاعدة الديمقراطية تسقط هذا الانقلاب وتمنع نهائيا كل انقلاب متنكر في صيغة حل يسقط قطارا ليخفي اخر .