توه نحن حايرين في حاجة: حزب التيار الشعبي لم ينجح في الحصول على أي مقعد في الانتخابات الأخيرة ولا في إقناع الناس في أية جهة أو فئة بنفسه لكنه يقرر مصير الوطن، تقول لي كانت انتخابات مزيفة، أقول لك: جابت سيدي الرئيس المفدى، لو كانت مزيفة أو خدمة لوبيات لما نال أصلا الـ 16% بقهوة الكابوسان وقارورة ماء الصافية التي جعلت بقية القوى السياسية تقف معه في الدور الثاني،
ثم، هل ثمة مواطن يعرف أدبيات أو أفكار حزب التيار الشعبي والفرق بينها وبين بقية الأحزاب القومية والبعثية الأخرى؟ ثم لماذا ينقسم أعضاء الهيئة الاستشارية بين قوميين وبعثيين ووطد لا وجود لأحد لهم على أرض الواقع، ولا أحد يعرف عن أحد منهم شيئا،
تضيف لهم السيدة وفاء الشاذلي التي نشرت أن لجنة البندقية اعتذرت بذل عن التدخل في الشؤون التونسية مع حكاية الألف طن من الألماس ثم فاطمة المسدي متاع التسفير والبكاء ثم البقية التي تعرفونها، ياخي بالعاني شماتة فينا؟ ما هذه المعادلة التي تجعل ممن فشلوا في كل المحاولات الديموقراطية أوصياء على مستقبل الوطن؟ ما هذه الكآبة يا إلاه الفقراء؟
يعطي عزاء للدنيا، أما ما يسالش،
الصادق بالعيد: "مشروع دستور تونس الجديد لن يتضمن ذكر الإسلام دينا للدولة للتصدي للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية على غرار حركة النهضة"، يعطي عزاء للدنيا وللعلوم القانونية والاجتماعية والسياسية، ياخي الإسلام جاءنا مع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية حتى نتنصل منه؟ وهل ظللنا ننتظر 14 قرنا ليكشف لنا بالعيد أن المرجعية الإسلامية في السلطة تمثل جريمة وعيبا يجب إيقافه؟
يعطي عزاء للدنيا، أما ما يسالش، نحن رأينا أشنع من ذلك في برّ تونس، لأن السيد الصادق بالعيد لا يمثل حقا في المجتمع التونسي إلا ما حصل عليه فعليا لتحقيق حلمه في السلطة عندما فشلت قائمته "الوفاء" للترشح لانتخابات المجلس التأسيسي فلم يمنحه الشعب التونسي سوى 4391 صوتا وهم أقل بكثير مما يمكن أن يحصل عليه حتى من طلبته في كلية الحقوق على مدى أكثر من نصف قرن،
وهو أنموذج من فئة أقلية متطرفة تعرف أنها لا تملك أية أرضية شعبية للنجاح في أية انتخابات ديموقراطية فتختبئ وراء السلطة القائمة، لكنها مستعلية تخجل من هوية هذا الشعب وتراثه وثقافته ولا نجدها إلا في الاحتجاج على الصيام وأضحية العيد ومصاريف الحج وصوت الأذان وتجعلها مرادفا للتخلف وتفسيرا وحيدا لكل مشاكلنا،
يعطي عزاء للدنيا، أما يسالش، أنا فقط أرجو أن يستمر في فك الارتباط بين الدولة والإسلام، لتتوقف تماما عن التدخل في الدين والتدين وإدارة الشؤون الدينية ومنها المساجد والشعائر ومن يصلي بالقبض أو الخفض ومن يواظب على صلاة الفجر وأن يمتنع السيد الرئيس كما كل أعضاء الحكومة ومسؤوليها عن الخلط بين وظائفهم المدنية وممارسة الشعائر الدينية، ولننظر لمن يؤول الأمر.