كلمني فجر هذا اليوم القاضي الفاضل منصف الحامدي أحد القضاة الذين شملهم الإعفاء منذ أسبوع وكان منهارا لدرجة لا يتصورها عقل قال لي بالحرف الواحد ماذا تعرف عني يا صديقي وانا الذي درست معك و كنا في نفس دفعة التخرج من المعهد الأعلى للقضاء والله وليت أشك في كل شيء .
فقلت له نشهد أمام الواحد القهار وأمام جميع خلق الله انك كنت مثالا يحتذى به لكل قاض والجميع يعرف معدنك و نظافتك و نزاهتك وأخلاقك وعدلك.. عليك بالإكثار من الصلاة وقراءة القرآن والصبر على هذا الابتلاء وسكت فجأة و أحسست بأن حلقي اصبح جافا و لم أجد الكلمات..
فأجابني والله باش نموت من القهرة وقد لا تجدونني بعد يومين اريد فقط أن أعرف سبب عزلي وانا الذي ضحيت بالغالي والنفيس من أجل وطني و كنت اول قاض يدخل المحكمة و آخر من يغادرها حتى أني عندما تعرضت لحادث مرور منذ سنتين لم اتوقف يوما عن العمل وكنت ادخل لقاعة الجلسة على عكاكز و المحامون في نابل يشهدون بهذا فهل يكون هذا جزائي؟
بجاه ربي واتوجه بكلامي إلى كل من يعرف سي منصف عن قرب ماذا تعرفون عن هذا القاضي وهل يستحق فعلا العزل وربما كان ضحية لوشاية مغرضة.. وراهي الشهادة من الدين و سيحاسبنا الله عنها يوم لا ظل إلا ظله.
كلمة أخيرة.. حين تتحول الكتابة بالحبر إلى وسيلة غير مجدية للتعبير عن محنة الوجود الإنساني، يجب أن نكتب بدموعنا لأن “ما يكتب بالدموع لا يقرأ فقط بل يُحفظ عن ظهر قلب” كما يقول فريدريك نيتشه.