سأحكي لكم قصة تلخص الواقع الذي عايشته وتعلمت ان اتعامل معه بهدوء ودون غضب ولا تشنج. وقع استدعائي مرة ة في قناة المغاربية التي تبث من لندن في برنامج حواري بعد 25 جويلية . كان في البلاتو عدة ضيوف.. تكلم الاول ليشن هجوما كاسحا على دستور 2014 . اتهمه بانه وراء كل نكباتنا وهو اصل البلاء في تونس حسب ظنه.
تركته يتحدث كما يشاء ..حين انتهى من حديثه واعطيت لي الكلمة طلبت من مقدمة البرنامج ان يسال الضيف كم يوجد من فصل في دستور 2014 وكم يوجد من باب ؟ وقلت له قل لضيفك اني اعطيه هامش خطا بعشرين بالمائة .
طبعا لم يجب عن سؤالي لأنه كمعظم الاغبياء الذين تمتلئ بهم هذه البلاد الفقيرة حسا ومعنى والكلام لابن ابي الضياف صاحب الاتحاف لم يقرا الدستور ..قالوا عنه كلاما فأعاده بلا عقل ولا ضمير .
اجزم ان 99 من المثقفين لا من عامة الناس لم يقرؤوا الدستور . فقراءة النصوص القانونية ليست لعبة ولا نزهة انها عملية صعبة تتعلق بنص تقني جدا وصعب يحتاج الى خبرة ومعرفة لفهمه .
اذكر اني توقفت مرة عند الفصل 81 من الدستور في احدى مقالاتي … اترك لم يريد العودة اليه الحكم على ما اقول وانصح الجميع بقراءته اذا كان لهم الصير على قراءة النصوص القانونية… واحتجت الى ساعات لفهمه اما لأني ثقيل الفهم او لأنه كتب بطريقة سيئة جدا تجعل فهمه عملية صعبة، ولكن الفصل في كل الحالات عسير في غاية العسر ولا يفهمه غير العارفين والخبراء . اذا كان من يقرا هذا النص يشك في تواضع صاحبه فما عليه الا ان يعود الى الفصل .
هذا الشعب الذي لا يقرا ولا يكتب ونخبته لا تقل جهلا بالدستور والقانون منه يريدونه ان يصوت على دستور لن يقرأه . واذا قراه لن يفهم منه شيئا كثيرا .
سوف يصوتون على الشخص… معه او ضده لا اكثر ولا اكثر . .اي مصيبة تنتظر هذا البلاد حين يصيب نخبتها جهل يتجاوز جهل الغوغاء والعامة …؟