نظام الحكم في الدّستور المنتظر الذي أعلن عرّابه عن بعض ملامحه لا ينطبق على أيّ شكل من أشكال النظام الديمقراطي سواء كان رئاسيّا أو ملكيّا دستوريّا أو مختلطا أو حتّى رئاسويّا ... هو نظام على قياس فرد وطائفة ولا علاقة له بالدولة المدنيّة..
هو نظام فرانكشتايني "مولود مشوّه" الرّئيس فيه فوق المؤسسات والهياكل الدستورية بلا رقابة دستورية ولا معقّب لحكمه والحكومة هيئة حكمية تابعة للرّئيس الذي يعين رئيسها وينصب أعضاءها ويحدّد سياساتها …
هو نظام المهدي المنتظر أو نائبه المدعوم بالعناية الإلهيّة الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه المتفرّد برأيه والقاهر بحكمه …
واللافت أنّ هذا المسخ الدّستوري هو نتاج عقل قانوني دستوريّ لأحد عمداء الجامعة الحديثة في اختصاص الحقوق !!!
أحاول أن أفهم الكيمياء الذهنية والنّفسيّة التي صاغت هذا القبح الدّستوري لتجعله مرجعا لبناء مشوّه في أرجاء هذا الوطن المتعطّش للحريّة…