جائر هذا البلد الذي يُدفع فيه القضاة لإضراب جوع لرفع المظلمة عنهم.. التضامن المطلق مع القضاة الذين أعلنوا اليوم الدخول في إضراب الجوع في مقدمتهم حمادي الرحماني أحد رموز معركة مكافحة الإفلات عن العقاب ضد القضاة المشبوهين الذين باعوا رسالتهم بأبخس الأثمان.
كنا عدد قليل جدا قبل سنة ونصف نواجه في العلن منظومة الطيب راشد وزمرته، نسمي المشبوه باسمه وقت كان البعض يخجل من ذكر اسمه في مجالسهم، كنا نواجه بأسماء مكشوفة منظومة فساد قضائي تغلغلت واستحكمت، وكان حمادي، القاضي المؤمن برسالته والمحتكم لضميره، يتصدر هذه المعركة ما كلفه وقتها الهرسلة والشكايات الكيدية.
كنا نؤمن أن ما يجمعنا قضية واحدة وهي معركة استقلالية القضاء بأدوات الاستقلالية وتحت سقف الضمانات القانونية، نؤمن أن خصومنا هم أولئك الخاضعين للمال الفاسد الذين يجب أن يُحاسبوا بالقانون والعدل لا بالجور والظلم، وأن خصومنا أيضا أولئك القطاعويين، كنا نقول وقتها أن من يستثمر في الشقاق والقطاعوية هو داعم ضمني للمشبوهين، وأن التاريخ علمنا أنه في المعارك الكبرى يوجد قاضي ومحامي على حق في جهة وقاضي ومحامي على باطل في جهة أخرى..
وقبل أسبوعين، أذكر جيدا حمادي حينما اجتمعنا في أول أيام الإضراب بالقاعة عدد 10 بمحكمة الحاضرة وقد بادر بالهتاف "قضاء محاماة طوق واحد للنجاة"، يوم اجتمع قضاة ومحامون من أجل قضية عادلة، هي قضيتنا معا.
التضامن المطلق اليوم مع حمادي الرحماني الذي يواصل خوض معارك الشرف واليوم يخوضها على حساب جسده.. ستنتصر.. ولا بد لليل أن ينجلي