1. تحويل سعيّد وبلعيد النقاش من الموقف من الانقلاب على الدستور إلى مسألة دين الدولة محاولة مدروسة لإحداث انقسام على غير موضوع الديمقراطية. إذا كانت الدولة شخصية معنوية فالأمة أيضا كذلك. وما دام سعيد يقصد الأمة التونسية وليس الإسلامية فلماذا يزايد على بورقيبة في مسألة دين الدولة؟
2. يقول إن السلطة للشعب والبقية وظائف. وهذا تمويه لعملية تركيز السلطات كلها في أيدي الرئيس. فالشعب لا يحكم مباشرة (عدنا إلى الشخصية المعنوية)، الشعب ليس السلطة، بل مصدر السلطة في الجمهوريات. فمن يحكم إذا؟ فرد واحد يستولي على جميع السلطات، أم مؤسسات مختلفة توازن وتراقب بعضها؟
3. القضاء كان دائما سلطة، بل من أهم سلطات الحاكم (الملك، الإمام إلخ). وسمي حاكما أصلا بسبب سلطاته القضائية، فأصل الحكم هو الحكم بين الناس. أما السلطة التشريعية فهي السلطة الأقرب إلى مفهوم السيادة أصلا. التهوين من أمر مصادرتها بتسميتها وظائف لا يغير من حقيقة مصادرتها من طرف الرئيس.
4. علق الرئيس البرلمان ثم قام بحله وأقال مجلس القضاء وعزل قضاة وأصدر مراسيم تسيّر البلاد وكأنها في حالة حرب. هل قام بهذا كله بوصفه موظفا؟! حسنا: ما دام موظفا فما الذي جعل وظيفته هذه أهم من بقية الوظائف؟ لا، لقد قام بهذا كله بوصفه سلطة صادرت بقية السلطات، بمساندة أجهزة الأمن.