هذه ليلة القدر.. سينزل إثرها من السماوات العُلى دستور هو بعد القرآن درجة، كتبه رجل صادق هو بعد الرسول محمد درجة.. دستور هو صعود شاهق في التاريخ حتى لا يعلوه أي تاريخ، وليد إرادة الله في إرادة شعب مكلف بتجسيدها صاحب الجلالة السلطان، الحاكم بأمره، الصادق بوعده، من قدّس الله سره، وهو العالم بما لا تعلمون والكاشف لما لا تبتغون،
حماه الله ورعاه ونصره على كل من عداه، منه الأمر وعلينا الطاعة، شاملنا بالرعاية وله من الله توكيل علينا وولاية.. سنحمل دستوره يوم العرض وعليه السؤال، النعم إيمان واللا كفر، فطوبى للمؤمنين الصادقين وبئس الكافرين القانطين برحمة الله وتوكيل عبده وسيدنا خليفة المؤمنين، فاللهم أهدنا لهديه،
فهو العالم آية الله ونحن الجاهلين، فالجنة منتهى دربته والنار دربة الخاسرين.. إنها ليلة القدر وقدرنا بيد مولانا فهو السالك العارف ودستوره علينا حجة يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم.. والله ولي التوفيق.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
العميد بودربالة
العميد بودربالة استغل اجتهاد محامين معارضين له رفعوا دعوى استعجالية لتعيين لجنة مؤتمنين لتحشيد حوارييه وأنصاره خاطبا بينهم أن المحاماة مهددة في استقلاليتها وأنها مستهدفة، محاولا أن يظهر في صورة عميد صامد ويقاوم وهو في الواقع عميد خاضع ومهادن.. اجتهاد الدعوى الاستعجالية وإن كان يستهدف تعيين مؤتمنين من عمداء سابقين للإشراف على الانتخابات، لا أعتقد أنه صائب لأسباب قانونية وواقعية في نفس الوقت، وهو بمثابة عصا تلقفها العميد للخروج من حصاره وورطته اليوم.. ولكن لن يفلح.
فمن باع استقلالية المحاماة.. هو العميد بودربالة الذي أخضع أجندة المحاماة لأجندة الاستفتاء فمدّد عهدته وأجل الجلسة الانتخابية مخالفا مرسوم المهنة وقاطعا مع تقاليد عمرها عقود داخل المهنة.
من ضحى بوحدة المحاماة.. هو العميد بودربالة الذي انخرط في مشروع الرئيس بطريقة ذليلة ثم استغل اختصاصه الحصري في الدعوة للجلسة الانتخابية ليفرض أمر واقع.. فكانت ردود الفعل بعرائض علنية لمحامين وبيانات من فروع وأعضاء في جمعية المحامين الشبان وتصريحات لأعضاء هياكل.. وأيضا بيانات دورية من عمداء سابقين يستصرخون العميد للحفاظ على شرف المهنة في مسؤولية العمادة .
العميد بودربالة هو عميد سلطة، محامي سلطة بالأمس واليوم، زمن بن علي حينما تولى رئاسة الفرع لعهدتين، ثم قبل 25 حينما كان يتزلف للأغلبية الحاكمة واليوم بعد 25 وهو منخرط في مشروع الرئيس وورط المحاماة في مشروع سلطوي….هو من خان مسؤولية العمادة ومبادئ المحاماة واستقلالية المهنة ووحدتها من أجل مصلحته الشخصية لا غير.
مثير للسخرية في الأثناء محاولته اليوم تقديم نفسه حافظا لاستقلالية المحاماة ووحدتها، ويرفع يده وسط حوارييه وأنصاره كأنه بطل مغوار.. بطولة وهمية فاشلة والتاريخ قطعا لن يرحم.