أنا لي راي في الانقلاب ينظر من زاوية لا يريد الأغلب النظر منها، سأفسرها بطريقة 'فلاقي' بعدما كتبت فيها مقالات من دون نتيجة كما يبدو. تصور أحدهم كان عنّينا (لا يستطيع مجامعة النساء)، ثم يتقدم لخطبة النساء ويزوج، ولأنه كما قلنا، فإنه يترك زوجته في فتنة تعاني المسكينة وهي تحسب من المتزوجات.
الان، لننظر في هذه الحالة، أليس هذا الزوج المتحيل مجرما، يا أخي إذا لم تكن قادرا لماذا تتزوج أصلاً. يا أخي إذا كنت لا تستطيع الحكم ومتطلباته من صرامة وحزم ضد الاعداء، لماذا تتقدم ليختارك الناس ويسلمونك السلطة.
يجب أن تعرف أنه إن كنت تصلح لإلقاء خطب الجمعة مثلا فذلك لا يعني القدرة على الحكم، و إذا كنت تؤم الناس. في الصلاة فذلك لا يعني أنه يمكنك إدارة واقع يعج بالأعداء و أي أعداء.
إذا كنت لسبب ما عنّينا لا تستطيع تحمير عينيك أمام كلاب فرنسا من نقابات و إعلام ومنظمات، لماذا تتزوج السلطة لكي تضيعها وتتركها نهبا للبهاليل وخفاف العقل ممن نرى الآن. إذا كنت عنّينا لا تستطيع قول لا لفرنسا وبقاياها فلماذا تقبل على سلطة لا تستطيع دفع ثمنها.
يا جماعة يهديكم قيس ليس بطلا وليس أي مما تعتقدون، هو صدقوني أقل من ذلك، هو أحدهم على 'باب الله' وجد السلطة ملقاة فانتهبها، وجد دارا من 'غير امالي' تركها أهلها فدخلها.
المشكل في العنّين و أقصد جماعة الاسلام الوسطي المزعوم الذين ضيعوا كل شيء ليس بتونس فقط، بل في كل البلدان التي وجدوا فيها منذ أكثر من قرن، وكل مرة يأتي أحدهم فيلاحظ ببساطة سذاجتهم ورخاوتهم فيستولي على السلطة منهم ويتلهى بيسر 'تمرميدهم' لأنهم لا يستطيعون حتى الحد الادنى من دفع الأذى عن النفس، ويتركهم يتباكون يعقدون الندوات الدورية ويصدرون البيانات التي يؤكدون فيها دوما أنهم سلميون و أنهم صابرون وسيجازون يوم القيامة على صبرهم، ولعل بعضهم يتبارى في تأليف كتب السير الذاتية في 'تمرميده' وتعذيبه واغتصابه لكأن الهزيمة لديهم هي المطلوب ومدار الفخر وليس الانتصارات التي لم تدخل يوما سجلهم منذ وجدوا.
علينا القول بوضوح أن العنّين يجب أن يكشف و يفضح مادام لم يردنا أن نستره، علينا القول أنه لا يتزوج نساءنا عنّين، فيأتي أحد كقيس فينتهب بيوتنا، والا فانتظروا خراب البيوت والاوطان أكثر مما ترون .