عام واحد يعود فيه القديم بوقاحته تحت شعار راديكالية الانتي سيستام بعد ان مسح الهامش الديمقراطي ..
لن يناقشونا في التفكيك المعرفي
لا معلومات لدينا حاليا من الجانب الفرنسي حول مكالمة سعيد / ماكرون ..كل ما نعلمه ان الرئيس قيس سعيد ذكر كالعادة "بالمقاربات الجديدة" التي يجب ان يتم عبرها معالجة المشاكل الدولية .
في حواري الاخير مع عامر عياد على قناة الزيتونة وجهت التحليل الى مقولة "الجديد" و " المقاربات الجديدة" و مناهضة " السيستام " القديم ( النوفمبري والثوري متاع 14 جانفي 2011 ومخرجاته ) وهي المقولة التي يقيم عليها التيار الابرز المعبر عن اراء الرئيس وحزبه الاصلي " قوى تونس الجديدة " بزعامة سي رضا المكي وربما ايضا السيدة سنية الشربطي .
وقلت اني في اخر التحليل ومنذ سنة كاملة لم الاحظ ان " مشروع 25 جويلية " هو "انتي سيستام" في التعاطي مع الوضع المحلي و الدولي، بل هو في اخر التحليل ليس سوى مشروع يقوده السيستام تماما كما كان وضع الترويكا ( نهضة / مؤتمر / تكتل ) في 2012 ثم حكومة التكنوقراط مع جمعة وحكومة التوافق الندانهضاوي التحياوي ثم حكومة الياس وهشام .
الاخطر من عشرية " الانتقال " في حكم السيستام بأدوات سياسية تزعم انها جديدة هو انه بعد 25 يرفع في منسوب عبقريته في التوظيف حيث يركب اليوم " الموجة الشعبوية " و" اليسراوية " ليحكم باسم الحشود والمحرومين و المزايدة الثوروية وباسم " النظيف الطاهر والملهم " ليتم عبرهم انهاء كل مقومات 2011 اي قتل الثورة والديمقراطية وهذه المرة باسم الطلب الشعبي والقبول الوظيفي الذي يناقشهم في التفاصيل باسم سردية التفحيج على كرسيين ( مقولة احنا ضد قيس اما ضد 24 ...كيف ذلك ؟ ضد النهضة ...انت هكذا في قلب الفخ).
"المقاربات الجديدة" هي كلمة سفسطائية لا يستطيع احد ان يعرف المقصود بها فطريقة الحكم والخيارات الاستراتيجية الكبرى بعد 25 هي استعادة فصيحة للمقاربات القديمة ( يعني بدون ديكور نهضاوي او ندائي او غيره و كان عجبكم ) ...انظروا الى فرح الصادق شعبان او امثاله من اساطين القديم واعتبار الغطاء الشعبوي القيسي مجرد غطاء مؤقت …
هل ستجيب " قوى تونس الجديدة " على ما اثرناه ...طبعا لا ...فهي جزء من التحيل التاريخي لاستعادة ابشع مظاهر القديم الدولتي تحت انغام " زعم الجديد الراديكالي الشعبوي" ....