تضخيم الأوساط الرسمية (والبروباغندا التابعة لها) في انتظارات التونسيين من قمة تيكاد، وتصوير الأمر بأنه يتعلق بتمويلات ضخمة لمشاريع تونسية يابانية، يستبطن أن الأزمة الإقتصادية والمالية قد بلغت حدا مخيفا حتى في نظر تلك الأوساط الرسمية، وأن تلك الخطورة تقتضي جرعة زائدة من البروباغاندا. لكنها بروباغندا خطيرة على مستقبل السلطة ومصداقيتها في المدى المنظور.
في الحديث عن موضوع الإستثمارات اليابانية المأمولة، يتم تجاهل أن الأمر يتعلق بقمة يابانية إفريقية، وليس بقمة يابانية تونسية. تجاهلٌ واعٍ بأن التركيز على الطابع القاري يعني آليا تخفيض سقف الإنتظارات التونسية.
سياسيا، الموضوع مختلف، ولكنه خاضع لنفس المنطق، عن طريق تكذيب حثيث ومتحمس للعزلة الدولية والإقليمية لتونس. ليس مطلوبا من الرئيس بروتوكوليا أن يتنقل لاستقبال ضيوفه القادمين لحضور قمة إقليمية، لكن تنقله لاستقبالهم يوحي بأنهم إنما قدموا من أجله.
في كل الحالات، هناك نوع من الوعي بالمأزق، حتى وإن لم يتم الإعتراف به بوضوح. هذا ليس سيئا في المطلق. السيء يقع في الجانب الآخر: أنه تتم معالجة المأزق فقط بروباغندا مثيرة للشفقة !