قبل أن ألتحق بالمحاماة، مارست الصحافة هاويا ومحترفا، وأولى تجربة هي الصحافة المواطنية في "موقع المشهد التونسي" إبان الثورة، كنا ثلة من الشباب من توجهات سياسية مختلفة جمعتنا مغامرة تطوعية عنوانها الانحياز لقضايا الثورة، وقتها تعرّفت وعملت مع غسان العظيم.
غسان لمن لا يعرفه شخصية فريدة، محارب شرس من أجل أفكاره ومغامر شجاع من أجل قناعاته منذ جريدة الموقف زمن بن علي إلى اليوم في موقع "انحياز" منحازا لمن هم تحت.. العروبة وفلسطين أكثر ما يجمعنا، ولم أعرف قط شخصا في تونس يعشق فلسطين مثل غسان وهو المنخرط، بل والمنسق القيادي في حملات مناهضة التطبيع ومقاطعة الكيان الصهيوني.
غسان المناضل العروبي التقدمي مشتبه به اليوم في ملف ذي صبغة إرهابية، ملف لا علاقة له به من قريب أو بعيد، بل اُقحم فيه غسان إقحاما بطريقة متهافتة ولا داعي في الوقت الحاضر للتفصيل.
نحن فريق دفاع غسان من أصدقائه وأحبابه (الأساتذة العياشي الهمامي وفاتن العباسي وسكينة الجمني وفؤاد ساسي وحمادي الهنشيري والعبد لله) نسند أيقونة من شباب تونس المناضل.. ما الحاجة للمحاماة إن لم أكن اليوم في صف صديق عظيم مثل غسان؟
غسان الذي حدثنا اليوم عن الظروف السيئة للاحتفاظ في بوشوشة وهو، من الآن، يخطط للنضال بعد استعادته لحريته من أجل توفير إقامة تحفظ كرامة الموقوفين.. هو غسان الإيثار والنضال من أجل الآخر الضعيف والمعدوم.. غسان أيقونة لشباب تونس المناضل من أجل الحرية والكرامة وفلسطين.. هو مُنتصر دائما.. ومثل غسان لا يُهزم!