غدا يُنتظر زوال ولاية أسوأ عميد محامين وأسوأ مجلس هيئة وطنية للمحامين: فرطوا في الحرية وفي الديمقراطية وفي الدستور الذي جعل المحاماة شريكة في إقامة العدل، باعوا القضاء ولولا خذلانهم ما استبيح القضاء ولا هدمت مؤسساته،
أيدوا الممارسات الاستبدادية، انبطحوا انبطاحا تاما وغير مسبوق للسلطة وكرّسوا طواعية وبأنفسهم "محاماة الرئيس"...دون أن يقدموا لقاء كل هذا الهوان شيئا للمحامين سوى تردي أوضاعهم وتحليل دمائهم والسكوت عن الانتهاكات في حقهم وسجن وإهانة عميدهم وعميد الثورة عبد الرزاق الكيلاني، ودون أن يقدموا شيئا للمحاماة سوى تشويه سمعتها وإهدار كرامتها وتغييب كلمتها في القضايا الوطنية المصيرية…
خلاص المحاماة رهين عودتها إلى خطها الأصيل كظهير للشعب ورادع السلطة وحامية للحقوق والحريات...وهو مسار يمر حتما بانتخاب من انتصر للحرية، للديمقراطية، للمؤسسات الشرعية المنتخبة، من تصدى لظلم السلطة وحكم الفرد وللمحاكمات الجائرة مدنية كانت أم عسكرية، من دافع عن استقلال القضاء وعن حق الدفاع…
وفي الأثناء لن ينسى القضاة في محنتهم الوقفة الشجاعة والمُشرفة للفروع الجهوية المساندة وبالخصوص فرع تونس للمحامين في شخص رئيسه الأستاذ محمد الهادفي والأعضاء وسام الشابي وعدنان النويشي وغيرهم من الأساتذة الذين درؤوا عار العمادة ومجلس الهيئة واستنقذوا وجه المحاماة...وكل التمنيات لهم بالتوفيق ونيل ثقة المحامين تمهيدا لشراكة تاريخية مع القضاء تمُدّ للبلاد طوق النجاة…