احتفالات المولد النبوي هذه السنة مثيرة من خلال طقوس الاحتفالات (مشاهد كربلائية، وأخرى كاليغرافيا خالصة، وثالثة طرقية هائمة، في أكناف مسجد عقبة). الاحتفالات التقليدية المعتادة بدت في الهامش، وانزوى الاحتجاج السلفي عليها.
ويتأكّد هذا من خلال الشخصيات المشارِكة وما كان من تصريحات لبعض المحسوبين على الطرقية. إلى جانب تغطية مكثفة من إعلام اللوبيات خاصّة.
واحد من ضيوف "الزاوية المدنية" بقصيبة المديوني قبل انطلاق "المجلس الربّاني!!" وبعد ما عكّزها بالكسكسي هو و"سيده حسن" عبّر عن سعادته بالتخلّص من العشرية السوداء (بلَطْها بلْطَان)، وما ينعم فيه البلد من شيخات…
ما يمكن ملاحظته أنّ هناك تقاطعا بين الحدثوت والتشيع والطرقية في استهداف "التديّن التقليدي التونسي" وتفكيك ما استقرّ منه باسم محاربة الإسلام السياسي.
ويمثّل هذا في مدلوله العميق استهدافا للقاعدة التاريخية للدولة ولوحدة المجتمع ولتماسك الثقافة الوطنية… وهذا أخطر من العرك السياسي والتنافس الحزبي والسجال الإيديولوجي التي لم تنقطع منذ 56…
هناك مؤشرات جديدة، لا يمكن أن تكون وليدة لحظتها…وهي غير مفصولة عن السياقين الإقليمي والدولي..