أودّ من الجنود الذين (أغلقوا البرلمان التونسي) أقسموا على حبّ الوطن والدفاع عنه، أودّ منهم أن يجيبونا عن هذه الأسئلة:
ما هو الوطن ؟
هل هو قطعة أرض أم جمعٌ من البشر؟
هل هو موطن أم ربض لقطيع من البقر؟
يأكل إن جاع، ينام إن تعب، لا يتكلم و لا يفكّر
يا من هللنا لكم وافتخرنا بكم و وهبناكم قْدَر (همّة)
و كساكم الشعب العاري و أعدّ لكم الذخر
و أطعمكم الشعب الكريم و رماكم بالورود الحمر
اجيبوننا، عن أيّ وطن تتحدثون ؟
هل هذا وطن تغرق فيه طفلة صغيرة في الحفر
هل هذا وطن يحترق فيه بائع متجول من القهر
هل هذا وطن يسجن فيه من قرأ لأحمد مطر
هل هذا وطن يُخرص فيه العالِم و العاقل و يتكلم شفتر
هل هذا وطن لا يوجد فيه صادق إلاّ الذي في القصر
حكيم يفقه في كلِّ شيئٍ خبيرٌ في الهدم والكسر
هل لا زال وطن ولم يبقى فيه الا السجّان و المسجون
مالذي أحببتم فيه وهو الذي ليس فيه زيت و لا بنزين و لا سُكّر؟
طوابيرٌ في كلِّ مكان في انتظار فتاتٍ من الفجر إلى العصر
مالذي أحببتم فيه؟ أخبرونا، ليعلم كلّ البشر
فيستدركون و لا يرتمون في أحضان البحر
هل تحبون وطنًا بلا أهلٍ أم وحدكم أهلُ الوطن ؟
و على من ستدافعون بعدما ارتحل كل البشر
مُترفٌ، بائسٌ، ناجحٌ، راسبٌ، عائلٌ، عازبٌ الكلّ كرّ و فرّ
ومتى ستدافعون عنه؟ الا تعنيكم راية النصر؟
وطن يتهاوى في الصباح و بالمساء يتقهقر
البعض يتلذذ بسقوطه والبعض الاخر واقفٌ يتحسّر