ما نعيشه اليوم في بلادنا أشبه بمشهد فيه واحد معتدي يلقي بالناس في مسبح من مكان مرتفع وأغلبهم ما يعرفش يعوم.
ويوجد سبّاح منقذ محترف ويملك كل أسباب القوة البدنية. وأمام هذا السبّاح المنقذ زوز حلول :
- يا إمّا يتجه إلى إنقاذ ما أمكنه من الغرقى. ويمكن أن ينقذ ثلاثة، عشرة، عشرين…ولكن في الأخير باش ينهار وقد يكون هو نفسه من الغرقى.
- وإلاّ يتجه إلى المعتدي رأسا ليوقفه ويوقف الجريمة…وفي الأثناء سيضطرّ للتضحية بواحد وإلاّ ثنين وربما أكثر... ولكنه سينقذ الأغلبية.
وذلك هو الفرق بين المعارضة والمقاومة.
دور الحماية والامتناع عن الظلم وكفّ الناس عن التظالم هو في الأصل دور الدولة، وإذا تخلت عنه فإنها معادش دولة وتكون قد ألغت تعاقدها الضمني مع الناس الّي تابعينها، وعلى الناس أن ينهضوا لحماية أنفسهم وأبنائهم وبلدهم..
في حالتنا هذه الدور الأول والأخير في تقديري للنخب (رغم ربط النكبة بها عند عامة الناس)، ففي حالات الانهيار والخطر المهلك يكون للنخب القدرة على ابتداع التوافقات الضرورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لو كان تقوم مبادرة ، نداء، من ناس عقلاء من النخبة لهم الأدنى من المصداقية وليسوا طرفا مباشرا في العركة سينتبه إليها الناس... ويتجهون إليها بقدر ما يرون فيها من أمل.
الضوء الذي يقدح في الظلمة الحالكة يشد إليه الانظار وإن كان ضئيلا…اِرْم الكلمة فبطن الظلمة..