بعد أكثر من 25 ساعة على غلق باب الترشحات للانتخابات "التشريعية" لم تَرْشَح أية معلومة عن الأحزاب المعنية بالأمر، فقد زُرتُ صفحاتها جميعا، من حركة الشعب إلى التيار الشعبي إلى الوطد الاشتراكي وحركة تونس إلى الإمام (الوطدية) إلى حراك 25 جويلية،
جميعها لم تنبس ببنت شفة عن مرشحيها، ولا عن عدد الدوائر التي ترشحت فيها، ولا عن عدد من قاموا بتزكيتها، لا شيء، سوى نداء في صفحة حراك 25 جويلية تدعو القوابسية لمساندتها "في جمع التزكيات"، وهو ما يدل على الصعوبة التي لقيتها هناك.
والحقيقة أن حزبا ليس له من المعجبين أو من المتابعين إلا ثلث عدد المتابعين لصفحتي -أنا العبد الفقير- على تواضعها، لا ننتظر منه القدرة على التعبئة أو الدعاية في الشارع، هو غير موجود أصلا لا في قابس ولا في غيرها، وإن فتحت له البلاتوهات، فلا يعني أنه موجود فعليا، وإن تكلم باسم الشعب فلا يعني أن الشعب يعرفه أو يسمع به.
بقي ما معنى أن تحجم تلك الأحزاب عن التصريح بمعلومات عن ترشحاتها، هذا ليس دعاية انتخابية، فإن لم يجمعوا بعدُ أخبارهم هم الدقيقة، فهذا مشكل، وإن جمعوا لكن لم يعلنوا عنها، فهذا مشكل أيضا،
ونتذكر هنا أن بعض تلك الأحزاب كانت تتفاخر بالترشّح في أكبر عدد من الدوائر في الانتخابات التي تمت في العشرية، يصبح من العار عليها أن تلتزم اليوم الصمت الذي يساوي الركون إلى السرية أو اتباع المخاتلة، أليسوا من أنصار المنظومة، فكيف يخشون رفع أصواتهم بأنهم مترشحون؟ أم الأفضل أن يبقى مرشحوهم في شكارة القط الأسود؟