الأرقام الأخيرة عن عجز الميزان التجاري من معهد الإحصاء تدل على أن مافيا التوريد العشوائي أقوى من أية حكومة أو مشروع إصلاح وخصوصا من "إصلاح المسارات" المزيفة، أكثر من ثلث عجز الميزان التجاري متأت من واردات الصين، في دولة تعاني من العجز في توفير السيولة الأجنبية لخلاص الحبوب والدواء والمحروقات،
والصين لا تصدر لنا تقنيات صناعية عالية لنصنع آلات نصدرها أو حتى لزيادة إنتاجنا أو تعصيره، بل خزعبلات سخيفة مما تجدونه مفككا في سوق السيارات بالمروج وفي الأسواق المحلية ومما يعرض عليكم في أنهج المدن الكبرى مساء: من coupe ongles بدينار إلى البطريات الصغيرة إلى عصائر الغلال في شكل مسحوق مرورا بروبوات المطبخ التي تتعطب بعد الاستعمال الثالث وصولا إلى الهواتف الرخيصة التي يمكن صناعتها بأبسط الإمكانيات حتى الأغطية الصوفية والسخانات الكهربائية والغازية، تحتقرونها، لكنها تمثل ثقلا عدديا مذهلا،
يقول لي: إيه؟ وأنا ماذا يهمني؟ عمي الراجل: قيمة أجرك أو دخلك الشهري سوف تنخفض تدريجيا بسبب عجز الميزان التجاري، في بلد يستورد الإبرة وخيط الإبرة وقاطع الأظافر والهواتف السخيفة والثوم الهندي والبصل المصري، سوف تحتاج قطعا إلى شكارة فلوس قريبا لتشتري كيلو بطاطا وكيلو طماطم... يقول: وما علاقة ذلك بالبطاطا؟ عمي الراجل: بذور البطاطا مستوردة بالعملة الصعبة التي ستصبح أصعب كل شهر مقابل فلوسك، ولا تنتج إلا بأدوية مستوردة،
إذن، انتقل عجز الميزان التجاري من 13317.4 مليون دينار في 2021 إلى 21322.5 مليون دينار في العام الحالي وإن كان الخبراء يتوقعون أكثر من ذلك بكثير، لكن المشكل ليس هنا، إذ حسب المعهد الوطني للإحصاء، فإن هذا العجز ليس عائدا بالأساس إلى المواد الأساسية التي اشتعلت بسبب حرب أوكرانيا مثل الحبوب والزيوت أو المحروقات، بل بسبب التوريد التاريخي لخزعبلات الصين (تلك التي تجدونها معطبة قطعا يوم الأحد في سوق المروج والأسواق المحلية)، أكثر من ثلث العجز العام: 7319.9 مليون دينار وبعيدا عنها تركيا: 3364 مليون دينار (ملابس) ثم الجزائر: 2940.3 مليون دينار: واضحة: غاز إلى الستاغ،