المهندس عبد الحميد الجلاصي التقيته بعد استقالته ضيفا في بعض البلاتوات التلفزية وبعد الانقلاب شاركته ندوات سياسية كمحاضرين نحن الاثنين وجالسته على هامش عدد من اللقاءات الفكرية التي كنا ضيوفها . موقفه واضح حاسم من 25 جويلية واعتبره انقلابا دون مواربة لكن له نظرته النقدية للأحزاب وحتى لحزبه السابق النهضة وله رؤيته النقدية لأدائنا منذ لحظة مواطنون ضد الانقلاب وقد استمعت اليه فيها وناقشته بكل ود ...هو استاذ في النضال والمواقف المبدئية ومقارعة الاستبداد .
خيام التركي (كتبت منذ يوم أمس نصا حوله ) هو ناشط سياسي متميز عرفته عن قرب صديقا منذ زياراتي منذ سنوات الى مقر "جسور" مركز الدراسات الذي قدم دراسات متميزة في تقدير الموقف وفهم مصاعب الانتقال وتطوراته .
التقينا في فترة مقاومة الانقلاب مرات عديدة على طاولة المقهى وحرصت باستمرار على استفادتي واستفادة اصدقائي في مواطنون من افكاره وخبرته ومعرفته بتطورات الوضع الدولي في منطقتنا وقد ادركت منذ لقائي به اول مرة منذ سنوات ومنذ اطلاعي على كتابه المنشور الذي اهدانيه منذ سنوات ايضا ان الرجل شخصية معتدلة حريص بشكل مستمر على ضرورة حماية الديمقراطية والتنوع في البلاد .
ايقاف الرجلين في هذه السياقات الملغومة وبتلك الاساليب التي تذكرنا بسنوات القمع العاري هو استهداف ممنهج لكل صوت ديمقراطي مكافح ضد الاستبداد …وهو ما يقتضي اليوم ضرورة فهم هذا المنعرج الذي يأخذه الصراع بين السلطة ومعارضيها الديمقراطيين والرد عليه بما يناسب من العمق والصرامة السياسية الواضحة …ولا أملك الا المساندة المطلقة لهما …
باقي ايقافات اليومين الأخيرين لأشخاص لا اعرف عنهم الكثير لا يملك اي ديمقراطي او حقوقي صادق الا ان يطالب ويتمسك بحقهم كمواطنين في احترام القانون والوقوف ضد كل تدخل في سير القضاء …
هذا العبث مزعج….وهذه المناورات لن تخرج السلطة من ازمتها …