شهادة الشرفاء من قضاة وإعلاميين وأكاديميين ونشطاء وغيرهم مهمّة، والأهمّ أن تكون مقدّمة لمعركة فاصلة دفاعا عن القضاء العادل المستقل، وهو أوّل حصون الحرية والكرامة وآخرها.
"سي البشير" !!
أنت هنا بيننا سيرة عطرة ومثل أعلى وعزم لا يلين...أنت قيمة لن نفرّط فيها وإلاّ رضينا بالذل مصيرا وبالهوان قدَرًا..
سيّدي الرئيس !!
لقد تعلّمنا بأنّ القيمة فضيلة بين رذيلتين كالشجاعة فضيلة بين التهوّر والجبْن، والكرم فضيلةٌ بين السَّفَه والبخل…إلا العدل فهو إما "عدل" أو "لا عدل". فالظلم ظلمات ولا فضل بين درجاته ومنازله…
سيدي قاضي القضاة !!
سيرتك تُلهمنا بأنّ القضاء الشريف المنصف شرط العدل وأساس العمران وقوام الاختلاف المثمر والتعارف البنّاء…والأمّة القوية. إرساء العدل والقضاء المستقل معركةُ أنصار الحريات والديمقراطيةِ المغدورةِ السياسيّةُ…ولن يتخلّفوا عنها مهما كانت التضحيات في مواجهة الانقلاب ومنظومته البوليسية الغنائميّة.
الحياة الديمقراطية والحداثة السياسية بشروطنا الثقافية حلمٌ لن نتوب عنه…
وأمّا الحرية فهي ماهيتنا والجِبِلّة المركوزة فينا وشرط وجودنا، باعتبارنا بشرا. وهو ممّا يخرج عن إرادتنا. ويكون "وعي الحرية" خلاصة التفاعل الخصيب بين تمثّل القيمة والكفاح المواطني من أجل تأسيسها بيننا.