المجلس هذا يذكرني بمجلس بورڨيبة في الثمانينات

المجلس هذا لا يذكرني بالمجلس إلّي فات ولا بمجلس إلّي قبلو ولا بالمجلس التأسيسي ولا حتى بمجلس زين العابدين. هذا يذكرني بمجلس بورڨيبة في الثمانينات. مجلس كانتلي معاه حكايات منين كنت نقرا في الابتدائي والعيشة كي ...حاشاكم. نا ساعتها مغروم بالكرة وبالستاد والهرڨال الركباوي وصابر الغول وبن جاء بالله والمهذبي والدراوي ودعلوش..هاذم عندي خيرلي من دارنا. وتلڨاني كل عشية أحد ونا سارح بالشياه ونتلاوح في الحشيش والزرع كوم كوا نعمل في حركات متاع كوارجية.

ونجي تحت زيتونة وإنّڨز ونعض الورڨ. وساعة ساعة نغفّل دارنا ونمشي لبيت بابا نحل الراديون ونسمع النتايج متاع البطولة والستاد عندها ماتش مع المرسى والمستير تلعب مع محيط قرقنة. ومنافسة بين عدنان العجيلي ونبيل طاسكو على بطولة الهدافين. وعم عبد المجيد المسلاتي يوزع في الكلمة. ورديون بابا هذا هو وتلفزة سوني حمرة من اقوى الماكينات الي عنّا في الدار.

التلفزة ما تتحل كان في الليل يتفرّج فيها بابا على اخبار بورڨيبة وعلى ومضات الإرشاد الفلاحي والري التكميلي وكي يجينا ضيف نستغلّوها باش نتفرجوا في مسلسل ليلة القبض على فاطمة ومسلسل غوايش ومسلسل أيوب البحر. والتلفزة نمشّوا فيها باباتري وكي تضعف تبدا الصورة تشطح. والرديون يحلو بابا باش يسمع الآذان وساعات كي يبدا بابا غايب تسمعو اختي وتحفظ غنايات هيام يونس كيما سافر يا حبيبي وارجع وغنايات سميرة توفيق كيما أسمر ياشب المهيوب.. وحتى دادا يعجبها بوديدح والدكتور حكيم وڨالت كان نلاڨيه تو نسألوا على وجيعة مصّاطتي. بابا عندو ها الراديو خيرلو من واحد من الذرّي. عامللو كسوة يا بوڨلب. مخيّط عليه طبة وعامللها أڨفال وما ينحيلو هاك الكسوة كان كي البيلات يضعفوا. ينحيلو الكسوة ويبدللو البيلات ويعاود يلبّسهالو. ڨال الغبرة موش باهية ليه..

نمشي لهاك الرديون بالسرقة ونسمع نتايج الماتشوات ونلڨى عبد المجيد المسلّاتي عامل فاصل غنائي لمحمد عبد الوهاب يا دنيا يا غرامي. ونا اصلا وقتها ما فيباليش الغرام يقصد بيه الحب. كان فيبالي يغني على الغرام والكيلوغرام ونڨول حليلي كي نظام القيس يتبع فيا حتى في الراديون. هي من ربي مڨينة وباردة وحشيش مبلول وبهيم ينحّڨ وكبش يُطحر وزيدها عبد الوهاب يغرّد. حاشاكم جو كي....ورغم ذلك نا شايخ. الستاد رابحة زوز بلاش وبن جاء بالله شد ضربة جزاء..

نكمّل العشية ونا نعمل في البلونجوات على العلاليش وتظلام الدنيا ونروح. ندخل للدار نشم في ريحة الكسكسي.عيلتنا يتعشوا الكسكسي بالبسان والحارة. حشيش السانية قاسمينو مع الشياه. ونا نتعشى عشاء غريب وعجيب. نتعشى الكسرة بالفيلتر. عشاء ما كلاه حد غيري.

بابا كان في بلاصة التاي يشرب القهوة الكحلة. نهار كامل وهو يزڨعد في القهوة وفي الليل كي تفضل تسخّنهالي أختي ونتعشاها بكسرة الڨمح. ونتعدى للتلفزة باش نتفرج في الاحد الرياضي. نلڨى وصلة غنائية لشبيلة راشد وزينة التونسية وسلاف ونعمة وعلي الرياحي وعُليّة وزهيرة سالم وإلّا لفرقة الفنون الشعبية وكان الزكرة تضرب ومرا ترڨص وعلى راسها ڨلّة وراجل ڨاعدلها على ركبة ونص وشاد قرابيلة. وقبل بدرج من اخبار الثمنية يجيبولنا توجيهات الرئيس ويحكي بورڨيبة على تطور العلوم واختراع دواء يڨتلوا بيه النجم من تحت الشجر. وبابا مركّز معا ويتبسّم. ونا نستنّى في الأحد الرياضي وتجي الأخبار يقدّموها فتحية عدالة خنشة ومحمد رؤوف يعيش وهاك الجو متاع وزرة برڨيبة. صلاح الدين بالي ومحمد الصيّاح وسعاد اليعقوبي ومنصور الصخيري طلعاش يحكوا مع بورڨيبة وبورڨيبة يركّب فيهم على اصباعو.

وفي آخر الاخبار يعملولنا لمحة على الحرب الباردة وحرب ايران والعراق وجنود لابدين في حفرة في الصحراء ويختموها بلقطات من ماتش مرسيليا وبوردو. ونا نستنى في الاحد الرياضي. وبعد الاخبار يجيبولنا النشرة الجوية وديراكت يتعدوا لبرنامج الحياة البرلمانية. وعلى أمّي ووووك. وعلى هاك البرلمان مرزن ملايكتو. الرئيس محمود المسعدي ليلة كاملة ڨاعد على هاك الطاولة متاع اللوح ما تسمع منو حتى كلمة. وكي يسمعهم يشوشوا يجبد مطرڨة ويعمل وينڨر بيها نڨرتين على الطاولة ويرجع يرڨد. نا الحق ما فاهم منهم حتى كعبة اعطيني نتفرج في بونتو الهرڨال وسيبني.

وهاك تد خلات النواب شي يركب الاعصاب والوزير يكبّش يحكي يحكي ويعمل ڨرطوع ماء ويكمّل يحكي. اصلا نا ما فهمتش فاش يعملوا وميزانية اشنو الي باش يصادقوا عليها. ونحنا ديجا عايشين في ڨاع الدنيا لاماء لاضو لاعلاقة بالدولة. المدرسة تبعد علينا خمسة كيلوماتر في السنة لولى مرضت بالرمد وطلعلي الحزاز وڨالولي نقّص من شربان حليب الغلم عديتهم سنين ماشي راجع على المدرسة وعلاقتي مع دارنا ساعات تشهد بعض التوترات مع دادا كي نڨطّعلها المنسج والا باختي كي نغفلها ونمشي للحاجير ونشرب التاي من البراد ديراكت.

وساعات تتوتر مع بابا كي نسيب الشياه على الزرع. لكن علاقتي في مجملها مع افراد العايلة طبيعية بحكم نا الصغير في العايلة. عايشين تحت الملطف. كان رحمنا ربي بالمطر تربخ عنا بالڨمح والشعير والزيتون والشياه يولدو ونشبعوا باللبن وكان طلع العام زمة ترصيلنا نسفّوا في حليب الغبرة وڨمح ڨريو ونتفرّجوا على صلاح الدين بالي ومحمد الصياح وبورڨيبة يڨبّع علينا وزيد حتى علاقتنا مع ليبيا تهز وتنفض كان حلّت ليبيا نلبسوا الهرك ونشربوا الكمثري وكان صكّرت ترصّي للشباب يقلّع في الحجر ويعبّي في الرملة في التراكتورات. الحاصل حياتنا لاعلاقة لها بالبرلمان وبتشريعاتو وبميزانياتو ..

ما يوفى برنامج الحياة البرلمانية كان كي يتنحنح بابا عشرة مرات ويكح خمسطاش ويوڨف يستريح ويرجع يتلهمص زعمة زعمة غابط فيه النوم وصوت حسين الوادي مقلقو..وزايد صنعت بوك لا يعايروك ومن اول الدنيا ملخصات الماتشوات تتعدّى بالمعارف وإلّي راضي عليه السيستام يتعدّى لوّل وإلي موش راضي عليه يتعدّى عڨاب الليل وحتى بونتو الهرڨال ما خطفاتوش الكاميرا والمخرج وقتها لاهي يصوّر في حاج قاسم عامل عش فوڨ بوتو متاع ضو..

مجلس باسل كي مجلسنا ليوم ما يتعدّى كان في الوطنية وما يصوتلو حد ومايتبّعوا حد وزيد حتى في وقتو جا في عام زمّة الارض كالحة والعباد فالسة والبلاد معبّية كان بالصبّابة وبالبصّاصة كي عام ستّة وثمانين.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات