لم أصدق حتى قرأت ذلك ..قضية المسلسل على طاولة الرئيس...عبقرية وذكاء في تزييف الوعي وتوجيهه.. شعب تم قصف عقله طيلة عشرية كاملة ويواصلون التلاعب بغرائزه ورغباته واهتماماته ...واحد يبسس ولاخر يشوط ..ازمة سياسية ومازق اقتصادي وخطر انهيار اجتماعي...والقضية تصبح مسلسل اولاد سامي الفهري ووزير يعلق وصحافة تحلل وشعب عظيم يناقش ....صحة ليهم... ما ننجموهمش زايد ...مهفات ...غرف ترعب تخدم بمهارة دولية …
كالعادة ..كل رمضان يعملولنا على هذا الفضاء مراجة على ما يسمى بالمسلسلات الي يتفرجو عليها في الحوانيت التلفزية التونسية ...ويتحل النقاش حول "الواقعية الاشتراكية" ويتحول البعض الى لوسيان غولدمان وغوركي في حكاية " نقل الفن للواقع " ...ونولي نشوف في التحاليل "العبقورية" متاع اعلامجيين ومنشطين و"منشطات " وشعراء و"شاعرات" بالمسهولية تجاه "حرية الفن" وفنانجين وفنانجات يقدمو في الدروس حول علاقة الفن بالواقع…
تفكرت سرتفيكة الجماليات وفلسفة الفن الي قريناها في الجامعة وتفكرت كتاب البعد الجمالي متاع ماركوز ونقد ملكة الحكم متاع كانط وتفكرت محور الفن الي قريناه للفلذوذات في الباكالوريا وتفكرت زادة اسامة انور عكاشة وابداعاته " الواقعية " و وحيد حامد و محفوظ عبد الرحمان ... وحسيت فعلا ان البلاد هذي عندها امل كبير باش تولي " جامعة مفتوحة" تجاوب على كل المسائل الي عجزت الانسانية لحد الان باش تجاوب عليها ...هاهي مرشومة
اعلام العشرية ...وغرف التوجيه العالمي . تونس : كمخبر او ورشة عربية للتجريب
سامي الفهري وغيره من المشرفين والمساهمين في لعبة "صناعة الرأي العام " السياسي والثقافي وتشكيل القيم منذ هروب بن علي وانفجار مجال الاعلام ليسوا عباقرة او سحرة ...هم منتوج تونسي متواضع ومحدود لمشهد اعلامي وثقافي تونسي متواضع ومعروف بمحدوديته مقارنة بالمشهد الاعلامي العربي العام في دول اخرى هي اكثر مهارة منا في الصناعة الاعلامية والثقافية …
لكن سامي الفهري وغيره من مؤثثي المشهد كانوا تلاميذا جيدين امتلكوا قدرة كبيرة على استيعاب المطلوب منهم منذ تحول تونس الى مخبر سياسي وثقافي ووجهة عربية سهلة لأبشع الغرف العالمية الخفية المعروفة في تجريب الوسائل الرمزية ( الاعلام والثقافة ) وقدرتها على صناعة شعوب مرتهنة وعلى المقاس دون حاجة لاستعمال الاسلحة والغزو المباشر …