الشجاعة المصطنعة لدى كثير من النشطاء والصحفيين والنقابيين والمثقفين والفنانين والشعراء ولدى الهيئات المدنية والنقابية قبل 25 جويلية لم تكن شجاعة أصيلة، أو تمردا سياسيا ،او فنيا، او نقابيا جريئا لكائنات حرة كما كانوا يزعمون …
كان الأمر ناتجا عن استضعاف واستهانة بالفرقاء الحاكمين نظرا لتأكد "شجعان" ذلك العهد أن الأجهزة الصلبة واجهزة العنف الرمزي للدولة لا تطيع الفريق الحاكم لأسباب متعددة: اما لأنه فريق غريب وغير مقبول من الدولة/ النظام ولذلك ترفض طاعته وتطبيق القانون حين يأمرها كما كان الامر مع الترويكا والمرزوقي، أو لأنه فريق منقسم ومتناحر وقليل المشروعية كما كان الامر مع الحكومات اللاحقة ....
هؤلاء الشجعان كانوا يعلمون انهم لن يدفعوا ضريبة موجعة في مقابل تمثيليات الشجاعة التي يؤدونها، بل كانوا يعلمون انها شجاعة وظيفية بتخطيط معلوم من الغرف المعلومة التي تعد الارضية لإغلاق قوس الانتقال .
المهين حقا لهؤلاء "الشجعان" الوظيفيين أنه لم يتم امهالهم بعد 25 حتى يخفضوا بالتدريج من نسق "الشجاعة الكذابي" ليكون خنوعهم الحالي بأسلوب القطرة قطرة، بل تم امرهم مباشرة بالايقاف الفجئي لهذه الشجاعة حتى ظهروا بشكل مضحك اصبحت فيها حتى بياناتهم " الاحتجاجية" مكتوبة بنبرة شهيق وزفير مرتعشين …
الخوف كما نعلم له مفعول سحري على "شجعان الاكتساب" لا الفطرة ...ومن ايجابيات 25 جويلية انها كشفت لنا رداءة المساحيق رخيصة الثمن التي كان يضعها باندية "ثرثرة زمن الوسع " على وجوههم المستعارة ...ما سمي بالمجتمع المدني والقوى الحية التي صدعت رؤوسنا طيلة عشرية الحرية المنفلتة لم تكن اكثر من حوانيت وظيفية وقوى تنشيطية لقديم كان يستعد للانقضاض من جديد وقد نجح هو ورماهم كالعادة على قارعة الطريق ...
كنا دائما نقول ان خصومتنا الحقيقية هي مع قديم نصارعه ندا لند ...اما زعانف الوظيفيين فنعرف انها زوائد يلتجئ اليها هذا القديم لاستعمال لمرة واحدة ...الباراشوكات الحقيقية …