"الحق الحق، أقول لكم"، السيد الرئيس لم يظلم أحدا ولم يكذب علينا، الكذبة الكبيرة كانت في أن "أحدا ما" جعلنا في وضع "هو أو نبيل القروي" وإطلاق حكاية بن ماشي في اللحظات الأخيرة وهذه قصة أكثر تعقيدا من أن تحكى هنا رغم أنها هي القصة الأصلية.
في الأثناء، لا أحد يستطيع أن يدعي أنه وعدنا في أي لحظة من حملته الانتخابية بحلول للأزمة الاقتصادية أو أن عنده مستشارين خبراء في إيجاد حلول أو حتى قال إنه يفهم في الاقتصاد مثلا، ورغم انعدام أية فرصة للتحاور معه، فأنا أعتقد أنه أكثر حيرة منا في خصوص الوضع الاقتصادي حتى أنه لا يفهم لماذا ترفض الكثير من الدول والمنظمات مساعدتنا أو تطلب شروطا سياسية مقابل المساعدة.
أما حكاية خلق الثروة بالصلح الجزائي أو الشركات الأهلية، فهي حكاية متاع لعبة كلمات متقاطعة أكثر منها مشروعا لإنقاذ بلد يذهب نحو الكارثة الاقتصادية، حسنا، تحب تأخذها مأخذ الجد أمورك،
الشيء الوحيد الذي يعرفه السيد الرئيس هو القانون الدستوري بصفته أستاذا مساعدا في مادة القانون الدستوري بالجامعة التونسية وقد بذل فيه ما يعرفه وكتب لنا دستورا كما يراه وتلك حدود الله الذي لا يكلف نفسا إلا وسعها،
وهي حدود البيروقراطية الأكاديمية في تونس حتى أنه لم يأبه لمن تحمس للعمل معه من أساتذته وزملائه على مشروع دستور وأصرّ على ما يعرفه ويحبه وانتهى الأمر، الباقي: "أموركم" كما تقول أمي، دبروا رؤوسكم،