إيه، إيه، عشرية الديمقراطية واللي عجبو عجبو

عركة مع صديقي الذي يكره حركة النهضة : "توا كِـيف قيس سعيّد باهي، علاش خايفين منه ؟ !!!"

مساء الاثنين 17 أفريل الماضي، بعد شيوع خبر اعتقال رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، التقيتُ صديقا لي ما يزال يساند قيس سعيّد، "مساندة نقدية"، يؤيّده في ما قام به مساء 25 جويلية 2021 ولا يعتبره انقلابا، ويؤيّده في جل ما قام به إثر ذلك ما عدا بعض التفاصيل، ولكنه يكره حركة النهضة ورئيسها كرها شديدا... جاءني مستبشرا وقال لي بنبرة تهكمية : "شنوا ، الشيخ في ڨلبو (أي في الحبس) ؟".

أجبته بامتعاض : "إيه. تو يجيك موقفي بعد 10 دقائق على الفايسبوك".

هنا، تغيّرت نبرته التي أصبح يغلب عليها التخوف، وقال لي : "لا، لا يا وليد ! فك عليك : قيس ما يلعبش ! اسمعنى : كل ما يجيك شيطان الكتابة على الفايسبوك، كلمني وإلا كلّم واحد من الأولاد يجي بحذاك... تي شنوا ، ياخي تحب تولي كيما نجيب الشابي ؟ ! تي شبيك ياخي ، شبي مخّك عْكِش من 25 جويلية ؟! شبيك ما عاد تنجّم تحكي و تكتب كان على قيس ؟ !".

فأجبته بصوت يغلب عليه الصراخ : "هذاكا وقت الديمقراطية كنت نكتب على كل شيء : السياسة والاقتصاد والكورة والفن، وكنت نخرّج تصاوري على الفايسبوك على خاطر الديمقراطية تخلي اهتمامات الناس متنوعة ومختلفة، ومواقفهم مختلفة، و تفصل المساحات الخاصة بالأفراد، و تفرّق بين الفضاء العام والفضاء الخاص... في الديمقراطية، تنجّم تنتقد الديمقراطية وتحاول تحسينها... أما الاستبداد، فما عندكش "الحق" تنتقده... ما عندكش الحق تعبّر عن استيائك من حتى شيء : يلزمك ديما فرحان، ما عندكش الحق تحس بالتعاسة، ما عندكش الحق تحس أحاسيس مختلفة على أحاسيس الآخرين…

فمن خاصيات المستبد أنه يلغي المسافات بين الأفراد، و يلتهم المساحات الخاصة بهم، و يحتكر الفضاء العام والخاص... يحاول يحتكرهم، أما أحنا ليه بالمرصاد... يحاول يولي مركز اهتمام الناس الكل، يحاول الاستيلاء على الخطاب والفعل السياسي... هذاكا علاش يا صديقي، اسمه استبداد، على خاطر يستبد بكل شيء... شخصيا، شرف لي أني نكون كيما نجيب الشابي والمعتقلين واللي ما زال ما جاهمش الدور... فيكتور هوڨو Victor Hugo خصص جزء كبير من حياته ومن كتاباته لمقاومة انقلاب واستبداد نابليون 3 ، و كِـــيف كِيف عملت حنّا آرندت مع هتلر حتى بعد ما وفات النازية عام 1945...

أما مش هذا المهم، المهم في كلامك وفي كلام وليت نسمع فيه برشة من 11 فيفري اللي فات، من جماعة قيس سعيّد أكثر من المعارضة، المهم اللي نحب نسأله لك : ياخي، قيس سعيّد، كِـ هو باهي ياسر، علاش خايفين منه ؟ ! شبيكم وليتو ترعشو منه ؟ ! شنية هاذي لغة ما يلعبش ؟ ! شبي اللي شدّهم يلعبو ؟ ! لا، مّالا نحب نقولك اللي هو قاعد يلعب : يلعب لكم بمشاعركم، يلبي لكم في غرائزكم العدوانية... تي فيقو على أرواحكم : معاه وفي نفس الوقت، خايفين منه، ياخي عطيكم يدك الغنوشي في الحبس و يحل حركة النهضة و أكّهو ؟ ! لا قانون، لا اجراءات، لا ضمانات، لا احترام لكرامة الناس، لا حتى شيء... دكتاتورية... الدكتاتورية ولات باهية ما دامها ضد النهضة... تي الزح ، فيقو على أرواحكم !

حاجة أخرى بالمناسبة : ياخي إنت و غيرك ملّي تكرهو حركة النهضة، أكثر مني حداثة، أكثر مني لائكية ؟ تي فيقو على أرواحكم : بالك قيس سعيّد لائكي ؟ ! و حتى لو كان، ما عندوش الحق يعمل اللي عمله من جانفي 2021 ! ثم في قداش شاركتو من مسيرة ومظاهرة واعتصام ضد حركة النهضة و ضد مواقفها في عشرية الديمقراطية ؟ ! إيه، إيه، عشرية الديمقراطية واللي عجبو عجبو : كنا نتكلمو تقريب بلا حتى خوف... مش كِـيف توا، حتى الصحافيين ولاو يحسبو و يوزنو في كلامهم...".

--ثم تنصبت العركة اليومية مع صديقي...

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات