- 15 ماي 2020: "واحد ولد بلاد" يضرم النار في قاطرة جر العربات بالمغسلة عدد 3 بالمظيلة، الخسائر المباشرة أكثر من 4 مليارات من المليمات،
- في نفس الفترة: أحد إطارات الشركة يتطوع للتفاوض والمرور إلى المغسلة مع "جماعة" يغلقون الطريق بكرسي مكسر وسطل دهن كبير فارغ وحبل شريطة ملابس أزرق وبعض الحجارة، يريد إنقاذ الماكينات وصيانتها لأن طول تعطيل العمل يهدد سلامتها، هشموا سيارته وضربوه بموس،
- بعد مفاوضات مضنية، تم "السماح شفويا" لعمال مصنع تيفارت التونسي الهندي لتحويل الفسفاط في الصخيرة بالمرور للوفاء بالتزامات المصنع تجاه 1.3 مليار بشر بحاجة إلى الأسمدة لضمان الأكل، فجأة، ظهرت عناصر مجهولة اعتدت على العمال ومنعت حافلات النقل من المرور،
باهي، توه فجأة، الناس كلها هاجت على ثروة الفسفاط الضائعة التي سوف تعوضنا عن ذل قروض صندوق النقد وتهديد السيادة الوطنية وأصبح عندنا 12 مليون خبير في الفسفاط، وهي الشعبوية، إحدى معضلات برّ تونس حيث يفهم الجميع في كل شيء ويبنون لنا قصورا في إسبانيا، لا واحد فيها تجرأ واستدعى خبيرا حقيقيا، مهندس إنتاج لا تقل خبرته عن ربع قرن لكي يجيب بموضوعية علمية وهو ما نسميه في الصحافة: Poser les bonnes questions aux bonnes personnes pour avoir les bonnes réponses،
المهم، السادة الخبراء، ماشي في بالهم ومعارفهم السطحية أنه يكفي أن تجيب كيمون "أو أم 40" وتبدا تعبي في الفسفاط بالبالة للبيع في العالم وتعد الفلوس، ومن هؤلاء الخبراء من يزعم أن عندنا أفضل فسفاط في العالم، لا أحد فيهم يعرف أن أول سكة حديد في تونس أنشأتها كبانية فسفاط قفصة وأنها تملك شبكتها الحديدية التي تهالكت بسبب نقص الاستثمار وأن أصل آلام هذه الشركة هي العلاقة غير الأخلاقية التي أقامتها الدولة معها منذ الاستقلال: دجاجة تبيض ذهبا للسلطة ومن يتمعش منها دون أن يفكر أحد في تطوير إمكانياتها أو فرض "التوازنات المالية الطبيعية عليها"،
الوحيد الذي طرح سؤالا حقيقيا هو الزميل زياد كريشان في موزاييك عن معضلة تأهيل كبانية الفسفاط الـ CPG لتمكينها من استعادة ما أمكن من معدل إنتاجها السابق وهذا يتطلب تمويلات طائلة لا تملكها الشركة التي تعاني من مصاعب في ضمان أجور عملتها والمجموعات المحمولة عليها وفي التزاماتها الاجتماعية في محيطها، فما بالك بالاستثمار في تطوير وسائل الإنتاج المتهالكة، لذلك، فإن الحديث عن مطالب والتزامات اجتماعية مشطة والـ 27 ألف شخص زائد عن حاجتها صحيح، لكنه لم يعد المشكل الرئيسي، بل مدى قدرة الشركة على الصمود؟
فقط، أحب أن أصحح للسيد زياد كريشان: الهنود ليسوا حرفاء للفسفاط التونسي، بل شركاء عبر معمل تيفارت الذي كان يمكن أن يحقق لنا ضمانات تجارية وصناعية ضخمة، لولا العبث الحكومي، يضاف إليه ما لا يعرفه الجمهور أيضا الاستثمارات الكورية في المظيلة والتي عانت إلى درجة اليأس من البلاد،
من يقدر على الإجابة على هذه الأسئلة؟
وما دمنا تحت تأثير موجة سحر الفسفاط الذي سينقذنا من صندوق النقد: لن أنسى مقولة الدكتور منجي مرزوق وزير الطاقة والمناجم، وهو ماكينة حلول لا تتوقف، للرد على الضغوطات اليومية لطلبات الانتداب في فسفاط قفصة: "لن أمضي على أي مطلب انتداب لا يستجيب لشرطين: أن تثبت لي الشركة حاجتها حقا للانتداب من أجل الإنتاج وأن يكون الانتداب علنيا بمناظرة وطنية وتحت إشراف جهة موضوعية"،
للتاريخ: خرج الانتداب في قطاع البترول والتفاوض فيه بما فيه أزمة الكامور من سلطة الوزارة وخبرائها، وناضل أحد مستشاري السيد الوزير لفض مشكل معتصمي المكناسي وتعطيل الخط الحديدي 13 إلى أن عاد إلى العمل، والخط 13 هو روح الفسفاط في تونس لأنه يربط قفصة بصفاقس، هو الخط الأم الذي نشأت منه السكة الحديدية،