قبل سنوات، تحصّلت رواية الكاتب العراقي أحمد السّعداوي "فرنكنشتاين في بغداد" على جائزة البوكر للرّواية العربيّة…
اليوم، السّلطات في تونس تُصادر رواية كمال الرّياحي "فرنكنشتاين تونس" وتغلق جناح دار النّشر التي نشرت الرواية في معرض الكتاب…
ولعلّ كمال الرّياحي تعمّد سرقة عنوان الرّواية العراقيّة وتضمينه لروايته حتّى يُحيل القارئ إلى رواية أحمد السّعداوي.....وفي ذلك تحيّل على القارئ ومحاولة للإيقاع به حتّى يقتني الرّواية، ولو من باب الفضول، وفي ذهنه الرّواية الحائزة على البوكر العربي "فرنكنشتاين في بغداد".....
لم أطّلع على رواية "فرنكنشتاين تونس"....ولكنّي، على الأقلّ، أعرف طريقة كمال الرّياحي في التّفكير والتّدبير.... إنّه يتخيّر عناوين رواياته بخبث وبمكر، متعمّدا اللّعب على أوتار انتظارات القارئ، مراوغا بارعا وقنّاص فرص....
ثمّ إنّ جلّ رواياته بلا مضمون، فاقدة للعمق.....كليشيهات فاضحة ومفضوحة....يشتغل فيها على التّيمات الإباحية البورنوغرافية، لجلب جمهور المراهقين والمتصابين......
أعمال كمال الرّياحي تجاريّة بالأساس، تكاد تكون عناوين أفلام شبّاك بدور السّينيما، ليس أكثر... ثمّ إنّ الرّجل مطبّع بامتياز..... يقود وراءه قاطرة من المطبّعين، هو رائدهم وقدوتهم، وهم مريدوه وتابعوه....
معظم الكتّاب يعرفون سيرة كمال الرّياحي الإبداعيّة، ويعلمون مسيرته التّطبيعيّة....وثمّة أقلّية من هؤلاء الكُتّاب تُجاريه وتُزكّيه وتسانده وتدافع عنه....
ورغم كلّ ذلك، وددتُ أن لا تقع مصادرة روايته، وترك المجال للقارئ ليكتشف، منابع الخلل في متونها، ثمّ الحكم لها أو عليها......ولعلّ عنوانها المسروق، أوّل دلائل الخلل....