مرحبا شيماء

اعتقد انك بخير.. فمن كان بمثل طيبتك ونقائك وقناعاتك لن يكون إلا بخير حيثما كان.. تزهر الزنازين عندما تدخلها الفراشات.. وانت فراشة حرية لن تحترق ابدا مهما اقتربت من الضوء!

أتعلمين، نحن لم نلتق ابدا.. مرة أو مرتين وبشكل عرضي لم نتبادل فيه حتى التحية.. ولكن انا اعرفك من خلال صديقاتنا المشتركات.. أتصدقين اني اكتشفت ان صديقاتي في أغلبهن هنّ صديقاتك غريب أليس كذلك.. لكني اعتقد اننا سنلتقي عن قريب.. لست واثقة من مكان اللقاء ولكن سنلتقي هكذا يخبرني حدسي ولم يخذلني من قبل!

أتعلمين، قبل هذه التدوينة كتبت تدوينات لك وفسختها.. لا أدري.. كانت تضيع مني الكلمات كل مرة ولا أجد حقا ما ينصفك.. لكن ثقي تماما ان خبر إيقافك أوجعني جدا..بل قتلني.. بطريقة فاجئتني أيضا.. لا أدري لما حزنت يومها بتلك الطريقة و انا التي احاول طوال الوقت ان أضع مسافة عاطفية صارمة بيني وبين الشخصيات العامة وخاصة السياسية منها..

في العادة لا اتأثر عاطفيا بكل الأحداث المتعلقة بهم ولكن انت كان الأمر مختلفا رغم اني لا اعرفك انسانيا.. كما واني كنت انتقدك احيانا وبشكل لاذع .. صديقات مشتركات يعرفن ذلك.. ولكن ربما كنت انقدك لأراك الأفضل.. كنت السيدة الأكثر شجاعة بالنسبة لي بعد 25 جويلية.. منذ البداية كنت أخشى من اندفاعك العاطفي الشديد للدفاع عن قناعاتك.. لكن أعود لأقول وما القناعات والمبادئ إذا لم نندفع للدفاع عنها بكل ذرة في كياننا.. غير أننا في زمن مبتذل عزيزتي شيماء يكرهون الرأي المختلف و يكرهون أن تتميز امرأة!

اعرف ان مكانك ليس هناك.. ولكن نحن هنا ليس بأفضل حال.. ربما نستطيع احتساء فنجان قهوة متى نريد.. فقط لا غير.. انت حرة هناك أكثر ممن وضعوا أنفسهم رهن الاستعباد هنا..

سأخبرك أمرا.. اعتقد انك تشبهين غسان كنفاني عندما قال فيه محمود درويش "لو وضعوا غسّان كنفاني في الجنّة أو جهنّم لأشغل سكّانهما بقضيّة فلسطين".. وانت في كل مكان انت فيه حتى لو كان زنزانة باردة تشغلين الناس بقضية رائعة اسمها الحرية.. وكيف لفراشة الحرية ان لا تشغل الناس بالحرية..

كوني بخير شيماء.. ما زال لدينا ما نفعل في وطننا .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات