حيث ما ولّيت وجهك تعترضك الوجوه المستاءة من مٱلات التفاوض بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي وحسب رأيي هذا الاستياء يثير العجب لأنه يوهمنا بأن نتائج هذا المسار مفاجئة غير متوقعة.
أنا ارى، على العكس من كلّ المتفاجئين والمتعجبين، بأن ما حدث وما سيحدث هي النتائج المنتظرة والمنطقية لمسار كامل من الإنهاك للعمل النقابي يمكن أن نلخّصه في العوامل التالية:
أوّلا: توجّه سلطة قائمة نحو ترذيل العمل السياسي والجمعياتي والنقابي.
ثانيا: المفارقة في هذا التقابل سلطة - نقابات أن القيادة النقابية للثانوي تموقعت في مسار 25 جويلية وهو ما ساعد السلطة كثيرا على تحويل الصراع من صراع سلطة نقابات الى صراع نقابي نقابي (داخل الثانوي وخارجه) واضفى لونا أصفرا باهتا على اداء هذه النقابة ووهناً كبيرا على مخالبها.
ثالثا: مٱلات الصراع بين نقابة الثانوي والمركزية النقابية أضعفت كثيرا فعلها وأفقدتها كثيرا من الدعم والإسناد.
4. الإنهاك الذي حدث للأشكال النضالية التقليدية في العشرية الماضية والتي من شدة إنهاكها لم تعد موجعة للسلطة. وهو ما وضع المطلبية بشكل عام والعمل النقابي بشكل خاص في مٱزق جديدة.
5. اجتهاد نقابتي الثانوي والاساسي في اجتراح أشكال نضالية جديدة (حجب الاعداد) لم يكن موفقا الى حد كبير وخلق إحراجات كثيرة ليس اقلها الإحراج الأخلاقي، وهو ما أفضي الى التناقض بين الغايات والوسائل او لنقل بين شرعية المطلب و و"مأزق" الطريق. ولا نتيجة طبيعية لهذا غير الرغبة في البحث عن ايّ مخرج من هذا الطريق/ المأزق.