توه السيد الرئيس قال مرة مع الجامعيين ومرة مع رئيسة الحكومة: "ضرورة تحقيق التوازن المنشود بتصور طرق جديدة تقوم على أساس العدل وتحفظ السلم الأهلية"، والعدل والسلم الأهلية ليست شعارات بل واقع يصطدم بحقيقتين: الأولى هي ندرة المواد الأساسية التي تحتكر الدولة توريدها، بما يهدد السلم الأهلية والثانية هي نحن في دولة تحتاج إلى حملة في مواقع التواصل الاجتماعي لكي يكون الرئيس آخر من يعلم أنه تم إيقاف ثلاثة طلبة من أجل أغنية فكهة، السؤال هنا: أين القضاء العادل؟ أين البوليس الجمهوري؟
لماذا يتم التنكيل بالناس بتقارير أمنية أو مجهولة المصدر بالوشاية؟ هل يخافون من عبارتك سيدي الرئيس منذ تجميد 57 قاضيا ضد القانون والمحكمة الإدارية من أن من يقف معهم فهو منهم؟ باهي والتلميذ الذي طمسوا عينه وأرسلوه إلى ما وراء الجحيم في سن 16 عاما؟ هل تحب أن تحدثه عن العدل وحفظ السلم الأهلية والوطن والأمن الجمهوري؟ وأهالي المساجين بالوشاية؟ لا؟ لا علاقة لها بالسلم الأهلية؟
التلميذ أسعفه تلاميذ صغار بتصوير الحادثة وهم يضربونه الباقي، تفاصيل، وعشرات آخرين يتم إيقافهم ومحاكمتهم من أجل أشياء أقل خطرا؟ اليوم صدر حكم بالسجن لثمانية أعوام ضد مواطن صالح من أجل "إتيان أمر موحش ضد السيد الرئيس"، ياخي الرئيس أحس أصلا بالأمر الموحش أو تضرر من أفكار مواطن غاضب كتب تدوينة في موقع تواصل وهو متحصن وراء 3700 عون من الأمن والمخابرات الرئاسية و110 آلاف عون شرطة وحرس و35 الف جندي؟
ثمانية سنين حبس سيدي الرئيس مع خمسة أعوام مراقبة إدارية، يغادر السجن بلا مهنة ولا مصدر رزق، مجنونا معاقا بأمراض مزمنة نهائية يجد أبناءه قد كبروا على يدي غيره بالحقد والغضب ثم لن يعيش طويلا، إنه مثل حكم إعدام مسبق،
السلم الأهلية لها أبواب سيدي الرئيس، ليس فيها التنكيل بالناس ولا انتظار حملة إعلامية لتدخل الرئيس لإنقاذ شباب الجامعة الزين من القمع والسجن، ومن لم يحظوا بحملة إعلامية، من لهم سيدي الرئيس؟