لن يكون هناك نجاة من هتك الأعراض والتشهير بالأبرياء!

أعلنُ لكل من يعرفني، ويتابعني كصحفية، ومدافعة عن مبادىء وقيم الدولة الديمقراطية وحقوق الإنسان وللنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي تمثلني كصحفية تونسية، منخرطة فيها من بين أكثر من ألف منخرط/ة، أن صفحات مشبوهة تنسبُ نفسها صراحةً وعلانية لوزيرة العدل ليلى جفال ولرئيس الدولة قيس سعيد، ولصاحبة الصورة ادناه، الثالبة والمحرضة والهاتكة للحيوات الشخصية، أنها تهددني بأنني " متآمرة " وأن "ملفي على مكتب الأدمين الباريسي " وسيُكشف قرييا!

وبالتالي علي أن اصمت وأكف عن الإزعاج! لمقاولات باب بنات التي تجعل من البث المباشر بعد 25 جويلية 2021، وسيلةً لإطلاق سراح منوبيها في العاصمة والجهات وللضغط على السلطة القضائية وتخويفها بعلاقتها الشخصية مع وزيرة العدل!

تهديد مباشر بالتشويه وأكثر، حد تهمة التآمر التي سجنت عشرات السياسيين والناشطين، يطالني اليوم فقط لأنني تضامنتُ صراحة مع قضاة هُتكت اعراضهم و شرفهم الشخصي، ولم يتم حتى الخوض في أي من ملفاتهم المهنية! لا في محاكمات علنية ولا حتى بوثائق متداولة تدينهم! كل ما وجد القاضي فلان متزوج عرفي...القاضي فلان مثلي...القاضية فلانة زانية!

تهديد لم يتوقف كل مرة من طرف وفي كل مرة يتقاطعون في ولائهم لرئيس الدولة قيس سعيد، إلى أن وصل إلى التهمة الشهيرة، التآمر! كل هذا فقط لأنني اقوم بعملي الصحفي وأبحثٌ عن الحقيقة وأفضح الانتهاكات الحقوقية، بما يمليه علي ضميري وأخلاقيات مهنتي، لا تعاليم الانصياع لسطور البلاغات الخشبية الصامتة الصادرة عن كلوارات باردة خالية من الإنسانية، يشقى فيها كثيرا الكتبة العموميون...قبل القضاة.

كل هذا لأنني لم أر في الصمت المهين عن مظاهر استبدادية علنية في تحطيم السلطة القضائية بأيادي تنفيذية مخيفة، مرعبة، بفتح ابواب السجون على مصراعيها وإهانة القضاة في قصر قرطاج وذبذبات غير اخلاقية وصفحات مقرفة، ملاذا "صحفيا آمنا" من التشهير أو الطعن في المصداقية او لأجل منصب او ترقية!

علما وأن أجهزة الدولة التونسية بمختلف مستوياتها تعلم جيدا كل مصادر دخلي!!! أقولها بكل اعتزاز لا املك شيئا سوى حريتي واعلى ما في خيلكم اركبوه! فليس لي ما أخسره بمفهوم الثالبة، التي كدَّست ملايينَ الملايين، بعد استغلال سيطها الذي تنسبهٌ لوزيرة العدل ! عن نفسي حقا ليس لي ما اخسره سوى حريتي فقط إن سٌلبت مني أو اجباري عن التخلي عن مهنتي! والله على ما أقوله شهيد.

وإن كانت حريتي ستكونٌ فداءً لكلمة حق فأنا مستعدة لدفع هذا الثمن رافعة راية النصر في زمن رخصت فيه المبادىء وفضحت فيه مآرب أنصاف الرجال التي كانت تقفز في العشرية وتذل أهالينا بنضالها المزعوم، واليوم صمتت إلى الأبد!

ليس لي ما أخسره في زمن هُتكت أعراض فيه النساء حتى سالت دمائهن سواقي، وجزء منهم اصبحن "زينة محفل" لأكذوبة مهينة! أكذوبة اسكت...اسكت...اسكت ..انتهز الفرصة ...او تجاهل أصوات الضحايا انهم ليسوا من شلتك فدعهم يموتون بسلام.

نعم ساندت القضاة وكلي اعتزاز بذلك، ساندت استقلالية السلطة القضائية عن سطوة التنفيذية..ناديت بمساءلة عادلة وليس مذبحة.

وإلا فحرام علي أموال والدتي الكادحة، وعذابات والدي الراحل قبل الأوان، اللذان علماني في جامعة عمومية أملا منهما في أن أرفع الظلم عن الناس وأنير بكلماتي دروب العقول المظلمة بالجهل والاستدراج للقطيعي! نعم ساندتٌ للقضاة...ساندتُ استقلالية السلطة القضائية عن سطوة التنفيذية. ناديت بمساءلة عادلة وليس مذبحة.

خاطرتُ بسمعتي المهنية وسط سياق عام و وصل جنونه إلى حد اعتبار القاضي بشير العكرمي مشاركا في اغتيال بلعيد والابراهمي، وسط مزاج سطحي يعتبر كل مفتش عن الحقيقة وعن الرواية الأخرى شريك. خاطرت عندما سلم الجميع برواية الطرف الواحد الذي بان بالكاشف أن كل أهدافه سياسية بحتة وليست لا البحث عن الحقيقة ولا فضح الانتهاكات الحقوقية.

أعددت عشرات الأسئلة وساعات من البث حتى أسائل بشير العكرمي أمامكم دون خوف او طمع في اي شيء عن كل ما نسب إليه ... قبلت التحدي بوسيلة إعلام جمعياتية فتية، لأن الصحافة شرف ...إما عمر مشرف أو عمر من الانبطاح وللاشيء واللهث وراء لعق كل حاكم جديد …

لكن أيأدي التصنت والحصار كانت أسرع …

نعم ساندت للقضاة...ساندت استقلالية السلطة القضائية عن سطوة التنفيذية..ناديتُ بمساءلة عادلة وليس مذبحة .

وكل مواقفي ومقالاتي وتدويناتي تشهد على عدم مساندتي للعمياء بل مطالبتي للحد الأدنى من النزاهة في التناول والتعاطي وعدم محق الناس ظلما وبهتانا. لم أسندهم لوحدي من باب المبدأ، بل ساندهم كل نفس مبدئي و حقوقي وسياسي حر، ساندهم حتى وان تأخر التحاق بعضهم... تبنيتُ هذه القضية..أي تدمير القضاء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى صحفيا وحقوقيا، "محاكم يزفر فيها الريح "، جملة غريبة عجيبة قالها لي المحامي اليساري والإسلامي والسعايدي وحتى الاشيء والغاوي للسيلفي وحديث التخرج .

كل المحامون ...ضلع العدالة الأهم أجمعوا ان المحاكم افرغت بعد عزل وتجويع ..وامتناع عن سد للشغور وتلاعب صريح ولا مبالاة مباشرة بحقوق المتقاضين... نعم تبنيت قضية الدفاع عن استقلالية القضاء ليس لأجلي، كمواطنة مكتملة الحقوق وهو تحصيل حاصل، وليس لأي مصلحة، اصلا من يعرفني جيدا يعي أنني بعيدة عن خارطة المصالح، بدءً من الهيكل الذي انتمى اليه مرورا بمغانم المؤساستية، وصولا إلى للمشهد السياسي ومن منَّ علي يوما ما بمزية مهنية او غنيمة تمويلية تقاسمناها فلينشر ذلك.

دافعت عن استقلالية القضاء كضمانة أساسية للدفاع عن الحقوق والحريات في هذا البلد المنكوب، دافعت حصرا عن الاستقلالية ضد الهجمة القبيحة واللا اخلاقية، التي مسؤول عنها بكل أسف شديد السيد رئيس الجمهورية، بعدما ما أشعلها، ثم توارى عن إطفاء نيرانها وإخماد لهيب كوارثها!

حملة تنم عن مستوى داعر يعكس شخصيات ممتهنيه، هجمة عفنة عصفت بيوميات القضاة المهنية والشخصية! حتى أصبح اقفال مكتب فاضي في قطب الإرهاب يصدر حكما لا يرق للسلطة من طبائع الأمور ومقبوليتها وهي التي تعد فضيحة كبرى في دول تقدر مفهوم الاستقلالية بين التنفيذية والقضائية!

ليس هذا فحسب بل علي كصحافية أن أصفق لعزل 57 قاض دون محاكمة ومساءلة عادلة، عزل سياسي بأمر رئاسي ينشر بحذافيره ومخالبه في الرائد الرسمي!

علي كصحافية أن اصفق لمذبحة أتت على شرف قاضية رميت بالزنا، دون احترام قرينة البراءة دون احترام المعطيات الشخصية دون احترام حتى اخلاقيات المهنة الصحفية، عبر مضامين تحريضية فاشية، تبث في قناة مجاري، سالبة للحقوق محرضة على الحرية يرقص فيها الجراد وحيدا بمضامينه الأمنية المضروبة وبمستواه الذي لا يقدر على فعل أكثر من ذلك الدور...القبيح حقا .

لأن أبناء الجامعة التونسية والكادحين لا ينبطحون للأجنحة الملوثة بالمال الفاسد. واما اليوم وامس وقبلها بشهور فالحملة تريديني ...مصممة علي..عندما رمتني الثالبة الكاذبة بأموال قطر !

انا يا سادة مستهدفة من أجل رأي وعمل صحفي! فقط...لا اقاسمهم نفوذهم النقابي والحقوقي وخاصة السياسي...أنا لا أملك سوى قلمي! كل هذا كتبته..أعلم أنني اطلت لكنني ويال هول ما وثقت وما به اصطدمت!

سي العروسي زڨير، واحدا، من شيوخ مهنة المحاماة والرئيس الموقر لفرع المحامين بتونس يُرمى بالتخونيج هو الآخر لأجل صوت المدعوة، المزعج صوتها! التي لا مساحة لمرافعتها الفاشلة، إلا بالفيسبوك! يحرض عليه لأنه لم يعد يتحمل توارد الشكاوى على الفرع ضد واحدة محسوبة عليه مرفوع ضدها أكثر من 30 شكاية جزائية في هتك الأعراض والثلب والتحريض على الاقتتال ولم تتحرك شكاية واحدة قضائيا ضدها!

واما الصحافيون الذين لم يرضوا بالذل والمهانة و"الخبيزة " الصامتة ولم يصفقوا لمبدأ "الي يتجوز أمي اقول له يا عمي"..فيسحلون كل يوم كل مرة من "قبيلة" شكل! لكن الأفظع والأشرس والمثير للغثيان والجالب للعار أن كل هذا لأجل عيون الرئيس وهو صامت !

ورحمة بابا شعرت بالخجل الشديد حقا .. كان سي العروسي وماحشموش منه ! فما بالك أنا!!!! أعلى ما في تلفيقكم اركبوه!

ختاما العمر واحد والرب واحد ...اذهبي حتى ما بعد صفاقس، صلي للجزائر، وخذي انت ومن معك في القبور والقصور الأوامر، لن يكون هناك نجاة من هتك الأعراض والتشهير بالأبرياء!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات