هيكل المكي هارب بحركة الشعب. دعك من القول بأن مواقفها تتخذ داخل هياكلها، إذ يوجد في الأحزاب دائما أفراد أكثر تأثيرا من آخرين، وفي إسناد الانقلاب أعتقد أن هيكل المكي لعب دورا كبيرا في توجيه وصياغة موقف حركة الشعب. ودليلي على ذلك أنه أحسن من يعبر عن ذلك الموقف أكثر من أمينها العام أو الناطق باسمها أو ممثليها في برلمان سعيد.
بطبيعة الحال يمكنه أن يقنع إخوته في الهياكل بخطاب إيديولوجي أو يأتي بمبررات أو أسباب سياسية، غير أنها جميعا لا يمكن أن تتخطى أسبابه الخاصة والشخصية التي تبقى الدافع الأصلي لموقفه الذي أقنع به هياكل الحركة فاقتنعت.
وفي هذا الباب، هل ننسى أن هيكل المكي نفسه الذي يرفع منذ 25 شعار محاربة الفساد هو نفسه محامي نبيل القروي الذي قامت الحملة الانتخابية المضادة له على أنه رمز للفساد؟ هل يعرف هيكل المكي مثلا ملفات الفساد التي كان القروي متورطا فيها؟ وكيف صمت عليها قبل 25 وهل دعي إلى كشفها بعد 25؟
والقول بأن حركة الشعب خضعت لتأثير هيكل المكي، لا يعني أن إخوته في الحركة لا يدافعون عن الموقف نفسه، ولكن دون نبرته هو، وربما يوجد منهم من يختلفون معه قليلا أو كثيرا أو حتى يتناقضون معه تماما، دون أن يظهروا ذلك بسبب الانضباط الحزبي.
وعلى أية حال فمن زاوية تاريخية تبقى لهذه الأمور أهميتها، رغم أنها تبدو للكثيرين ثانوية