الانسجام العاطفي بين القائد واتباعه

كاذب ومدلس وعنيف ومتحرش وعنصري وأثبتت محاكماته العديدة تورطه في قضايا خطيرة ، ومع هذا كله، لازال دونالد ترامب يتمتع بقاعدة شعبية قادرة على اعادة انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة، فما تفسير ذلك؟

بعد اقتحام مبنى كابيتول هيل من قبل انصار ترامب ،يوم 6 جانفي 2021، الذي اعتبر اخطر اجراء ضد الديمقراطية في تاريخ امريكا ، اجرت مجلة العلوم الامريكية حوارا مع باندي لي Bandy Lee، المختصة في علم النفس ورئيسة المجمع العالمي للصحة النفسية وصاحبة كتاب: "ملامح وطن ، عقلية ترامب وروح امريكا"

تقول لي " هناك اضطراب مشترك shared psychosis بين ترامب واتباعه ، فالقائد له مؤهلات استبدادية لان نرجسيته المفرطة لا تقبل بمساواته ببقية الناس ، مثلما تقتضيه الديمقراطية ، كما ان هشاشته العاطفية التي تتجلى في رفض الاعتراف بالواقع الذي لا يتناسب مع رؤيته واحلامه وتوقعاته تجعله عرضة لازمات نفسية متكررة.

اما الاتباع فهم مجروحون في نرجسيتهم ولديهم شعور "بالحقرة" وضعف في الامكانيات ، لذلك هم في حاجة الى "الاب" الذي يقدم "حلولا"، ولو كاذبة ، ويهدئ من احساسهم بالدونية و يضمد الجراح التي التي اصابتهم في ذواتهم ، حتى لو اتى بافعال منافية للمنطق والواقع والاعراف ، "فالأوهام المستحثة " التي ينشرها القائد، عبر حلول وهمية ، تتحول الى عدوى ضمن مواطنيه،واحيانا الى عنف ، دفاعا عن الوهم الذي صنعه قائدهم.

الحكمة : فهم نفسية الشعوب ضروري في السياسة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات