هجوم كبير ومفاجئ وغير مسبوق و تاريخي(هكذا علّقت وسائل إعلام عبريّة)، التّعليق، يكشف حجم الصّدمة والشّعور بالإنكسار والهزيمة ،ولا يجيب على سؤال الغطرسة والشّعور بالتّفوّق: كيف" قُهر الجيش الذي لا يقهر"؟ وكيف" انهزم المنتصرون دائما" منذ العام 48؟ وكيف لمقاومة خرجت من رقعة جغرافيّة صغيرة،ظلّت محاصرة لقرابة 20 عاما، وتعرّضت لخمس حروب متتالية، منذ انسحاب الإحتلال من القطاع، كيف لها أن تفعل ما فعلت؟
في لحظة تاريخيّة من يوم السّبت 7 أكتوبر 2023،رسمت المقاومة في فلسطين "واقعا يفوق الخيال" ومسحت هزائم عربيّة تفوق الخيال، منذ نكبة 48، مرورا بنكبة 67 وحرب 73 التي تحوّل نصرها إلى تطبيع، ثمّ اجتياح لبنان وما تلا ذلك وما سبقه من مجازر ومن تهويد للمقدّسات واستيطان وقتل وأسر يومي، لا ينقطع.
تساءل كثيرون إبّان الحرب الأخيرة على غزّة، التي شنّتها قوات الإحتلال الصّهيوني(اوت 2022) على" الجهاد الإسلامي"، لماذا لم تنخرط حماس بصفة مباشرة مثل كلّ الحروب السّابقة؟ وتساءلوا إن كان الإحتلال نجح في تحييد اكبر فصيل مقاوم.
لم يهضم كثيرون عدم انخراط حماس في الرّدّ على الإحتلال ، ولم يتقبّلوا أنّها تركت الإحتلال يستفرد بفصيل مقاوم. ظلّت الأسئلة عالقة دون أجوبة، حتّى فجر يوم السّبت ...تاريخ سقوط أسطورة الجيش الذي لا يهزم وتفوّق الرّدع الصّهيوني علي وسائل المقاومة التي كانت توصف من ذوي القربى بأنّها "عبثيّة".