رغم كل الالم والمعاناة ، ورغم الخسائر التي يعرفها كل صراع تاريخي واستراتيجي كالصراع العربي الصهيوني، الا ان طوفان الاقصى حقق " حتى الآن" ما يلي:
أولا: اعادة القضية الفلسطينية للمشهد الدولي وبقوة، فقد غابت بشكل شبه تام حرب اوكرانيا ومماحكات تايوان وغيرها عن الساحة ، فلا تكاد تسمع خبرا عن تلك المعارك حتى في تلفزيون روسيا اليوم أو التلفزيون الصيني باللغة العربية او الانجليزية.، والان المؤسسات الدولية مشغولة بمعركة طوفان غزة فقط.
ثانيا: اصبح المفاوض الفلسطيني في موضوع الاسرى الفلسطينيين في سجون اسرائيل وعددهم يتجاوز الخمسة آلاف في موقف افضل بحكم ما في يد المفاوض الفلسطيني من "اسرى" لا يعرف احد عددهم ، لكنه بالتأكيد عدد كبير.
ثالثا: كبح ولو مؤقت لقطار التطبيع ، ووضع الدول المهرولة في موقف حرج ، حتى ولو كان لمرحلة قصيرة وتعود حليمة لعادتها القديمة، لكن الحركة الشعبية المتزايدة ضد التطبيع اصبحت أكثر تجسدا في الشارع، ولا شك ان الموقف السعودي مؤشر على ذلك ايا كانت الملاحظات عليه.
رابعا: اعادة الثقة في قوى المقاومة الاسلامية في غزة، ورغم ما يحوم حول الموقف من شكوك حول "ما بعد الطوفان" وحول جدية محور المقاومة ، الا ان النتيجة الحالية هذبت الشكوك حول المقاومة الفلسطينية.
خامسا: الهزة النفسية العميقة للمجتمع الصهيوني ، ولعل المتابعة للاعلام الاسرائيلي يكتشف حجم "التوهان" داخل المجتمع الاسرائيلي في فهم ما يجري بل وزرع الشكوك –دون مبالغة- في جدوى المشروع الصهيوني.
أخيرا :
لا مكاسب دون خسائر...فكيف يمكن تعميق هذه المكاسب ضمن مراحل الصراع؟ هذا هو الرهان الأهم في المستقبل.